[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اهتمامات

عبدالله الأغبري وضمير اليمن

سعاد الحدابي تكتب: يوميات مدينة تحت الحصار 110: عبدالله الأغبري وضمير اليمن


أما والله إن الظلم شؤم ,,, ولا زال المُسيء هو الظلوم
إلى الدَّيان يوم الدين نمضي ,,, وعند الله تجتمع الخصوم

طويت صفحة وتمّ القِصاص، وساروا إلى الدّيان
أغلقت ملفات الأرض واتسعت المقابر لهم جميعا، الشارع اليمني الذي انتفض وجعا هدأت ثورته، وامتص الحوثيون غضبا جماهيريا ظل مشتعلا لعام كامل.
خرجت جثة الشهيد بعد عام من ثلاجة المستشفى ولحقتها جثثٌ أربع...
أثبت الشارع اليمني أنه يستطيع تحريك القضاء، وأنه يؤثر في مجرى القضايا التي يؤمن بها.
وسواء أكان القضاء نزيها أم تم النطق بالحكم تحت تأثير الجماهير، فإن الضغط الشعبي بانتصاره لهذه القضية أثبت أنه لازال يمتلك القوة للتأثير على مجريات الأمور.
انتظرت أم عبدالله وأسرته، وانتظرنا معهم وانتظر الشعب عدالة القضاء، أقيمت جلسات، وذهبت وساطات، تشعّبت القضية، وخرجت المسيرات الشعبية لدعم أسرة الشهيد، كانت صورة الأغبري ومتابعات الجلسات قد شغلت الكثيرين عن أخبار الحرب الدائرة، مضى العام وجثة الأغبري في ثلاجة الموتى، وصورته تتصدر وجع المشهد اليمني. وتحولت قضية الشاب الأعزل إلى قضية رأي عام، وتجاوزت توقعات المحللين وملأت ملفات المحامين والقضاة حتى جاء يوم القصاص، الذي نُفذ في ساحة السجن المركزي بصنعاء.
زفّت الحشود جنازة الشهيد ووصل قريته ودفن في مقابر أهله، كما تمّ دفن الأربعة الذين حُكم عليهم بالقصاص.
وإذا كانت قضية الأغبري قد طوت صفحة من صفحات الوجع اليمني إلا أن آلاف القضايا لايزال مسكوت عنها، ولايزال الأسرى يعانون خلف جدران السجون ؟
هناك من يموت تحت التعذيب في سجون اليمن، شماله وجنوبه، أو في تلك الجزر البعيدة التي يتم إرسال السجناء إليها.
هناك من يخرجون من السجون وقد أنهكتهم سنوات السجن ونالت منهم الأمراض، فيموتون ببطء دون أن ينصفهم القضاء من قاتليهم.
لقد أثبت القضاء في صنعاء أن له كلمته، التي لا تتأثر بالوصاية القبلية وغيرها، فهل يكون له دور في تحريك ملف الأسرى في سجون الحوثيين؟
وهل يكون للقضاة في مناطق الشرعية كلمتهم، وهل يكون للقضاة في عدن كلمتهم؟ هل نسمع عن تحريكٍ لملفات المضطهدين والمعتقلين في كل السجون؟
هل يتضامن الشعب، ويتعاون المحامون وينتصر القضاء لأولئك الذين لم تصلنا مشاهد تعذيبهم في أقبية السجون؟
هل تتوقف رحى الحرب ؟ هل يعود لليمن أمنُه ؟ هل يتصالح الفرقاء؟ هل يلتئم جرح اليمن؟

اقرأ أيضاً:

زر الذهاب إلى الأعلى