[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اهتمامات

سبتمبر.. الذكرى والنضال والثورة والأهداف

مالك الظرافي يكتب: سبتمبر.. الذكرى والنضال والثورة والأهداف


كشباب يعشق الكرامة، ويتنفسّ الحُريّة، ويؤمن بمبدأ سيادة القانون المحتوي على قواعد قانونيةٍ مُجرّدة تسري على الجميع، بغض النظر عن المركز المالي أو الاجتماعي، أو الوظيفي، ومبدأ العدالة الاجتماعية كغايةٍ مُثلى لمبدأ سيادة القانون.

تشربنا ذلِكَ من ثوار السادس والعشرين من سبتمبر 1962م، ومن نتاج الثورة الدستورية 1948م بزعامة القيل العظيم والثائر والشاعِر علي بن ناصِر القردعي عليه سحائب الرحمة، والتي تمّ محاولة إغتيالها في مهدِها، وانتفاضة الثائر البطل الشهيد أحمد الثُلايا ورفاقهِ في 1955م في تعز مهد الثورات وولّادة الثوار الأقيال، من عبدالله عبدالوهاب نُعمان، وعبدالرقيب عبد الوهاب، وأحمد محمّد نعمان، وناشر العريقي، وجازم الحروي، عبّود الشرعبي، وأحمد الصبري.. وغيرهم ممن لا يتسعُ المجال لحصرهم.

لقد ساءني كلام جارح ليس لأنّه من عدوٍ سُلالي متورّد بغيض حاقِد، ولكِنّه من نُخب المجتمع اليمني ومُثقّفيه في حديثٍ وجّه لنا بغرض استفزاز أي شابٍ سبتمبري، بقولهِ "سبتمبر ليست ثورة، بل هي انقلاب عسكري قامَ بهِ أصحاب صنعاء الزيود على الإمام أحمد، وأكتوبر هي ثورةٌ فقط لأننا قاومنا المُحتلّ البريطاني ثلاث سنوات".

لقد أطنبَ هذا الذي نعده من المحسوبين على النُخب اليمنية في حديثهِ، مما جعلني أختنِق ليس لأنّي لا أستطيع مجاراة حديثه السوقي وتدليسه والتضليل على حسن النيّة، بل ولابتعاثه مناطقيةٍ قذرة.

لقد كُنتُ برجماتياً مع اقتناعي الكامِل بأنّ سبتمبر ثورة خالدة بل هي فجر عصر جديد، وتاريخ مِفصلي أعاد اليمني الشيء الكبير منذُ 1200 سنة خلت من التأرجُح بين حروب الإمامة بالقبيلة اليمنية.

إنّ سبتمبر بالنسبة لي هو خير يومٍ طلعت في الشمس، شمس اليمن المدفون في غيابات الإمامة البائدة.، وخير يومٍ فيه استعاد اليمني حُكم أرضهِ وانزوى الإماميون كالجرذان خانعي رؤوسهم!، لمِن المُلك اليوم؟ لله الواحد القهار منحه لليمني العظيم أحفاد النبي هود عليه السلام وقحطان وسبأ.

تحِلُّ علينا الذكرى الـ 59 منذُ فجر الجمهورية التي صنعها الثّوار منذُ انتفاضة أبناء صنمات في جبل صبر، والزرانيق في الحُديدة، مروراً بالثورة الدستورية، وانتفاضة الثلايا، وليس انتهاءً ببزوغ فجر سبتمبر الخالد الماجِد.

من المؤسِف أنّ عمود المجتمع الفقري لا يعلم عن سبتمبّر إلاّ عُطلة يوم عن الدراسة، بعيداً عن إحياء اليوم باحتفائيةٍ عن سبتمبر والحديث عنه للطالب حتّى يعيش ثائراّ اقتداءً بشماريخ ثورة الدستور، من علي بن ناصر القردعي وصولا إلى اللّقيّة، وثوار سبتمبر من الزعيم عبدالله السلاّل العظيم، وعبدالرحمن البيضاني، وجزيلان، وعبدالرحمن الإرياني، الزبيري، الفريق حسن العمري.. إلخ، من أبناء الجيل الذهبي للعصر السبتمبري من شُعراء وأدباء وفنّانين.

ليس يوماً عابراً نحتفي بهِ، بل هو تحوّل مفصلي بين الإمامة والكهنوت والجمهورية ذات المبادئ السامية التي نحلم بها ويناضِل شعبنا لتحقيقها يوماً ما، وسيصل شعبنا مهما كان مكر العدو السلالي وتواطؤ المجتمع الدولي.

زر الذهاب إلى الأعلى