[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

يوم أسود في تاريخ اليمن!

سعاد الحدابي تكتب من من يوميات مدينة تحت الحصار 112: يوم أسود في تاريخ اليمن!


يوم أسود في تأريخ الحرب اليمنية، ووجع ينكأ قلب كل يمني تابع مقطع الفيديو لإعدام تسعة من أبناء تهامة على أصوات التكبيرات الحوثية.
يوم أسود وقد تقدم ذلك العسكري ببدلته العسكرية مصوبا فوهة بندقيته لظهور تسعة مواطنين، لم يجدوا لهم نصيرا ولم يسمع صوتهم غير الله.
عار على اليمنيين أن يصمتوا على هذه المذبحة، التي اتهم فيها أبرياء بمقتل الصماد، الصماد الذي يعلم الجميع أنه قتل في 2018 بغارة جوية للتحالف.
كيف لهؤلاء المواطنين الذين لا يعرف أحدهم الآخر أن يجمعوا على رصد تحركات الصماد وهم لا يعرفونه، التسعة هم :
طفل بائع سمك
ناشطان سياسيان من حزب الإصلاح
قيادي في المؤتمر الشعبي العام
آخرون
لا رابط بين هؤلاء التسعة، فكيف تمّ جمعهم في قضية مقتل الصماد الذي كان يتحرك بسرية تامة؟
لقد نكأ الحوثيون جراح الشعب من أقصى اليمن إلى أقصاه.
إن دماء الأبرياء لعنة على أولئك الذين حكموا والذين قتلوا والذين شهدوا المذبحة.
وإذا كانت الحديدة تلك المدينة المنكوبة قد صمتت على مقتل أبنائها لأنها تحت سيطرة الحوثيين، فلماذا تصمت باقي المدن اليمنية، لماذا لم تجد قضيتهم من يناصرها، وكيف تمت محاكمتهم بسرية تامة، وأين حقهم بالدفاع ؟
إن الحوثيين يقتلون أبناء تهامة لأنها تحت سيطرتهم، ولأن الناشطين فيها لن يسيروا المظاهرات، لقد توهم الحوثي وهو يقيم المذبحة أنه سينجو من المساءلة، وتوهم أن الشعب سينسى ثأر هؤلاء التسعة.
ذاكرة الشعب لا تنسى، والحديدة التي لا بواكي لها بكت اليوم و أبكت اليمن قاطبة.
فأين الشرعية مما يجري ؟
على الشرعية أن توقف رواتب أولئك القضاة، الذين يحكمو ن للحوثي، على الشرعية أن تتخذ موقفا من المندوب الأممي الذي أوقف تحرير الحديدة، لتظل الحديدة تحت رحمة الحوثيين، على الشرعية أن تطالب بمحاسبة القضاة والقتلة لارتكابهم جريمة حرب، بقتلها أسرى بعضهم يعاني من جراح جراء التعذيب.
على المحامين والناشطين ومنظمات المجتمع المدني أن تتخذ موقفا من هذه المذبحة.
لقد أفصح الحوثي عن حقده الدفين تجاه تهامة، وتجاه كل يمني، لقد نكأ ذاكرتنا جميعا باختياره العشوائي للأبرياء، ثم باختياره لمكان التنفيذ.
نكأ ذاكرة الشعب باختياره ميدان التحرير لتنفيذ المذبحة، الحوثي لا يخجل من الإفصاح عن هويته، إنه إمامي حتى النخاع، فمن هذا الميدان يطل علينا سيف الإمام، ورؤوس الثوار الأحرار.
الحوثي لم يذبح تسعة من أبناء تهامة اليوم بل ذبح ما بقي من مروته وأخلاقه التي تأصلت في جيناته والتي ورثها عن جده ذميم الدين وأحمد يا جناه.
لقد أظهر الحوثي حقده وطائفيته التي يستعلي بها على أبناء تهامة وعلى غيرهم، فهل لازال هناك من يراهن على قيام دولة الحاكم بأمر الله في صنعاء وضواحيها؟
وحتى تُدفن جثامين الشهداء التسعة في رمال تهامة من سيدفن أحلامنا المذبوحة بوطن آمن؟

اقرأ أيضاً:

زر الذهاب إلى الأعلى