[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
تقارير ووثائق

الدكتور ناصر العولقي في ذمة الله

الوزير الأسبق في اليمن والأكاديمي البارز الدكتور ناصر العولقي في ذمة الله - أحمد طارش خرصان


غادر الحياة لكننا نتذكره أيام كان هنا في إب ..
أول رئيس لجامعة إب منذ الإنشاء وحتى العام 2001م ..
خمسة أعوام إلّا قليلاً هي الفترة التي قضاها الأستاذ الدكتور ناصر العولقي رئيساً لجامعة إب، ليكون أمام مهمة - ليست بالسهلة - لجعْل جامعة إب خياراً أمام كل الراغبين والباحثين عن تعليم جيد..
لم نكن ندرك حينها ما الذي يحمله الدكتور ناصر العولقي رحمه الله لإب، لكننا أدركنا ولمسنا منذ الوهلة الأولى أن إب ظفرت بأحد أعمدة التعليم الجامعي ورجال الدولة المحترمين من أولئك الذين تقلدوا مناصب حكومية ( وكيل وزارة… وزير … ورئيس لعدة جامعات يمنية ) .
لم يخذلنا الدكتور ناصر العولقي حينها وتمكن بحهوده من حفر إسم الجامعة على جدران التعليم الجامعي في اليمن ..
لم يكن الدكتور العولقي رحمه الله بارعاً فيما يمثل له نقيصة أو سبة، واتسم سلوكه وتعامله بالهدوء والحكمة والأناة إضافة إلى احترامه لمنصبه وتعامله - بامتياز - كأبٍ لكل طلاب الجامعة..
لا زلت أحتفظ بملامح وجهه - العام 1997/1996م وهو يوجه عتاباً خفيفاً، لكنه كان قاسياً وموجعاً في آن معاً، عقب إلقاء قصيدة احتفالية أُسيء فهمها في مهرجان طلابي، بعد أن توجتُ حينها بالمركز الأول في مسابقة الشعر التي نظمتها الجامعة، ليقول بالحرف الواحد - وبهدوء متفرد : إستغربت كيف لفائز بالمركز الأول وبمشاركة ممتازة، أن يكتب قصيدة شعرية كتلك التي ألقيت بالمهرجان يوم أمس..؟
كان العتاب قاسياً، لكنه عتاب الكبار الذي يجيدون منح الأخرين ذكرى جيدة عنهم، بعكس قيادي أخر -
ربما كان يصلح حينها أن يكون رجل أمن، لا دكتور جامعي - وجدتني أقف وهو وجها لوجه في مكتبه، لأتلقى وابلاً من التهديدات والترهيب، والتعامل معي كمجرم لا طالب جامعة ..
نتذكر الراحل العظيم ابن شبوة ورجل الدولة الهادئ والحكيم الراحل الأستاذ الدكتور ناصر العولقي رحمه بكل ما تركه في فراغات أيامنا المحشوة بالأسى من روائح طيبة ومواقف ممتلئة باحترامه للمجتمع ولمنتسبي الجامعة، فيما نتذكر أخرين كمرويات عار وخذلان،
أو كجثامين أحالتها العفونة إلى جيفة متطلبة الدفن والموارة…
رحم الله الدكتور ناصر العولقي وأسكنه الجنة ووالدي وجميع موتى المسلمين.

زر الذهاب إلى الأعلى