[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
أبحاثشخصيات وسير

علي محمد سعيد أنعم: بانوراما من الميلاد إلى الإيقاد

لطفي نعمان يكتب حول علي محمد سعيد أنعم: بانوراما من الميلاد إلى الإيقاد


المولد والمنشأ:
ولد علي محمد سعيد في الثلاثين من ربيع الثاني 1344هـ الموافق 17 نوفمبر 1925م بالحباترة أعروق القبيطة لواء تعز. وهو الولد الأول في الجيل الثالث من أسرة سعيد أنعم، والوحيد لمحمد سعيد أنعم المهاجر في فرنسا مع إخوانه جازم وهائل وعبده للعمل هنالك.. فنشأ الوليد الوحيد في كنف جده سعيد أنعم، الذي عاش يمارس الصناعة اليدوية والحرفية مهتماً بتعليم وتدريب أولاده في صغرهم حتى أجادوا الحياكة تماماً. كما اتصف بكرم الضيافة وإطعام المسكين باعتباره عاقل القرية وكبير وجهائها، ويصدر عنه العطاء برغم شح الحياة الفارض تقتيره في بعض الجوانب على أهله.

تعددت زيجات الجد سعيد أنعم، ويذكر الحفيد علي محمد منهن: مريم النجدية كونها راعية الجميع أولاداً واحفاداً، ومحط احترامهم وتقديرهم، لصلاحها وشدتها واقتصاديتها. وبروزها كامرأة بين نساء المنطقة اللواتي يمارسن «المقصابة» و«الحياكة». حسب شرح مستفيض للشيخ علي محمد سعيد عن البيئة المحيطة.

أسباب وجدوى هجرة الأب والأعمام

تسبب في هجرة واغتراب الأب والأعمام يومذاك أمران اثنان، يذكرهما الشيخ علي محمد سعيد واستُخلصت من إحدى المدونات الخاصة عن ذكريات نشأته:

- توسع عدد أفراد الأسرة ضاق أمامه المحصول الزراعي، فبعث فكرة الاغتراب.
- يزيد فوق هذا ما فرضه الحكم الإمامي من زكاة على محاصيل لا تفي حاجة الناس.. أوفى وصفها الأستاذ أحمد محمد نعمان في إصداره السياسي الأول: «الأنة الأولى».

غير أن هجرة الأب والأعمام الأولى إلى جنوبي فرنسا، كان لها جدوى علقت في مخيلة علي محمد سعيد، جلبت بل وزرعت الخير في القرية بحزم المهاجرين على بطونهم ليرسلوا دخولهم الشهرية كعمال إلى يد والدهم سعيد أنعم فيثمر ذلك شق طريق الأعروق - الصلو.

عودة الوالد تلحق الولد بالدراسة

تخللت هجرة الوالد محمد سعيد مع إخوانه للعمل في المهجر الفرنسي، عودة وَصَلت الوالد محمد بولده علي فظل بالقرية ليلحقه بكُتّاب القرية «معلامة الفقيه أحمد العبيب» لسنتين، ثم تتواصل الدراسة من بعد لدى «الشمعة المضيئة» في (الحباترة): الفقيه شاهر داوود.

ولما أتم علي دراسته وأتقن الحساب والكتابة طلبه عمه هايل للعمل لديه، فحزم ووالده متاعهما إلى عدن ومضى علي للعمل مع عمه.. وعقب ذلك بفترة، تهيأ الأب محمد سعيد للمغادرة إلى مارسيليا.. لكن اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939م حالت دون السير في خط الرحلة.. إذ جرت الرياح بما لم يشتهِ السَفِنُ!

العمل في عدن والصومال

وصل عليٌ إلى عدن بما أوتي من علم واتسم من إجادة للكتابة والمحاسبة يشاطر عمه هايل همّ توطيد ما تأسس من دكان في المعلا.. بلغوا منه العلى، فكان موضع تدليل عمه بل وثقته واعتماده وركنه الركين. وبانفتاح أبواب التعامل أمام هايل سعيد مع شركات تجارية أجنبية كشركة البس، بالبطاقات التموينية. ومصادفة حصول هايل سعيد على صفقة لحوم أغنام وجلود في الصومال، ينتقل إلى بربرة ثم يستدعي ابن أخيه، باعتباره الساعد الأيمن، فيباشر تنقلاته ومعاملاته بين المستعمرتين البريطانيتين عدن والصومال، منذ عام 1938م، ويكون «الكراني الصغير» أي الكاتب – المحاسب الصغير.

الغزو الإيطالي يعيده القرية

لم يطل بقاء الصبي علي بهرجيسة في «الصومال البريطاني» لما غزته القوات الإيطالية وتغلبت على الحاميات البريطانية الضعيفة هناك أواسط عام 1940م، فحملته الباخرة إلى عدن، ليعود أدراجه في القرية.. ويمكث مدة سنة.

ويذكر الشيخ علي محمد سعيد أن عودته من الصومال وخاله «محمد الصغير» إلى عدن، ثم مكوثه في القرية مع أبيه محمد وعمومته هايل وجازم وعبده طيلة سنة طالما حالت تطورات الحرب العالمية في محيطهم دون هجرتهم مجدداً، جمعتهم في القرية على تطوير حسهم من «عمال إلى أصحاب أعمال»، لِما توفر لديهم من مال واشتركوا في العيش وتآلف القلوب ووحدة الكلمة.

اقرأ أيضاً: علي محمد سعيد أنعم.. ثروة توقد ثورة

زر الذهاب إلى الأعلى