[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اهتمامات

علي محمد سعيد أنعم: بانوراما الميلاد إلى الإيقاد (2)

لطفي نعمان يكتب حول علي محمد سعيد أنعم: بانوراما الميلاد إلى الإيقاد (3)


العودة إلى عدن، والبدء بنشاط التصدير
استعاد «السعيديون» نشاط دكانهم في عدن عبر شراكة «هايل سعيد وإخوانه» واعتمادهم على ابنهم علي هنالك. ثم أبرموا صفقات البيع والشراء وفق الحدود المتاحة تلك الأيام، للمنتجات التي تبلغ البَرَ العدني من البَرِ الأفريقي، واستيرادها للبيع في دكان السعيديين بالمعلا. إلى أن غرقت بضاعتهم الواردة إليهم بعد تعرض «صنبوق» أو قارب بضائع مستوردة لشكوك البريطانيين في دوريات بحرية ظنت اتجاه القارب إلى جيبوتي.

ووقعت المفاجأة بعد الفاجعة؛ عوّض البريطانيون «هايل سعيد وإخوانه» عن الخسارة التي تكبدها جراء غرق «الصنبوق»، فانفتحت أبواب الخير مجدداً.. وتطور بيع الجملة، وبدأ نشاط «التدكين» بعد الاستيراد يصير «تصديراً».

انتظام حركة الأحرار اليمنيين في عدن

توالت التطورات السياسية في شمال الوطن اليمني بخروج جملة مشايخ وأدباء وسياسيين من مدينة تعز إلى عدن جنوب الوطن اليمني عام 1944م، لتنتظم حركة المعارضة الوطنية ضد الإمام يحيى وولي عهده أحمد في أول إطار وطني تحت اسم «حزب الأحرار اليمني» لقي الأحرار بزعامة الأستاذ نعمان والقاضي محمد الزبيري والأساتذة زيد الموشكي وأحمد الشامي، وغيرهم بعد بعض جوابات الإمام المكتوبة عليهم، حبس آلهم والمتعاطفين معهم ونقلهم من مواطنهم في تعز وإب وغيرهما من المدن إلى سجون حجة

. ثم ضغط الإمام على الحكم البريطاني في عدن لحل الحزب الذي انفرط عقد قيادته عام 1945م قبيل انتهاء الحرب العالمية وخروج صنعاء عن حيادها بالانحياز إلى جانب دول المحور وفق التهديد الإمامي الموجه للبريطانيين.

واستقر قرار زعماء الأحرار اليمنيين الباقين بعدن على استمرار مقامهم وفعلهم السياسي الوطني، رغم انصراف عدد منهم وعودتهم إلى شمال الوطن، وتحوير مسمى إطارهم التنظيمي إلى «الجمعية اليمانية الكبرى» عام 1946م وإصدار صحيفة «صوت اليمن». التزاماً منهم إزاء عطاء المهاجرين اليمنيين من أبناء الحجرية وخصوصاً الأغابرة والأعروق، ورفدهم لحركة الأحرار بما تيسر من المال والمواد الممكنة لهم من التعريف بقضيتهم الوطنية، فاتسعت من نطاق مراسلات شخصية إلى منشورات عامة في مطبوعات صحف وكتيبات صدرت من عدن إثر تعاون المهاجرين الأحرار «أحمد عبده ناشر» مع التاجر الحر «جازم الحروي» في شراء وتوصيل معدات «مطبعة النهضة اليمانية» إلى عدن.

ممن بقيت أسماؤهم مع بقية رافدي الحركة من المهاجرين الوطنيين إلى شرق أفريقيا وعمق أوروبا: أبناء الأغابرة والأعروق وغيرهم، من أبناء مناطق اليمن السعيد بوطنييه.. بقيت أسماؤهم وعطاءاتهم سراً غير ذائع خوفاً عليهم وعلى أسرهم من أن يطالهم أذى أو ضرر.. وإن تضررت الحركة بانشقاق أفرادها واختصامهم حول هذه المسألة الحساسة!
ثم ازدادت الحركة نهضةً، بانضمام سيف الحق إبراهيم بن الإمام يحيى حميد الدين إلى حركة الأحرار عقب وصوله عدن في نوفمبر 1946م وتنصيبه رئيساً للجمعية اليمانية الكبرى.

انخراط الشاب في الفعل الوطني

وذات نهار عدني، وجد الشاب علي محمد سعيد نفسه على باب إحدى المتاجر المعروفة قبالة قطبي حركة الأحرار: نعمان والزبيري، يجتازون بخطاهم إلى غايتهم المكانية، فيقترب إليهم مصافحاً ومعرفاً بنفسه، ثم استشار زميلَه محمد مهيوب عما يمكنه من توطيد معرفته بهم، بعدما عرفوا موطنه وصلته ببعض المهاجرين الوطنيين.. فأشار مهيوب عليه بالتوجه إلى مقر المطبعة للاشتراك في أعداد من صحيفة «صوت اليمن» وكذا «الجمعية اليمانية الكبرى».. فحمل اشتراك مهيوب، وأضاف عليه ما يجعله مبلغ مائة واثني عشر روبية، جمعها من المدخول اليومي لمتجر «هايل وإخوانه» بشكل لا يؤثر على الحسابات أو يثير شك العم هايل والآخرين. ثم اتجه بالمبلغ إلى مقر الجمعية، ليجد الأستاذ النعمان جالساً فيحييه، ويسلمه قيمة اشتراكه ومحمد مهيوب في «الجمعية اليمانية الكبرى» وصحيفة «صوت اليمن».. ويدلف حقل الفعل الوطني من بعد التعارف المباشر مع رمزي الحركة نعمان والزبيري.

زر الذهاب إلى الأعلى