[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

درس الثاني من ديسمبر: استحالة التعايش مع "يمن إيراني"

رئيس تحرير موقع الساحل الغربي أمين الوائلي يكتب عن درس الثاني من ديسمبر: استحالة التعايش مع "يمن إيراني"


الثاني من ديسمبر بات علامة مهمة في طريق اليمنيين ومسار معركتهم التاريخية المصيرية مع مليشيات تخوض حرباً بالوكالة عن إيران. أسقط الديسمبريون وهْمَ وخرافة القبول بيمن إيراني أو التعايش مع إيران في يمن مقهور على يمنيته.

إيران بكل ثقلها وأجهزتها وأدواتها ومن بينها الحوثيون هي من تصادر اليمن وعاصمة اليمنيين للسنة السابعة، وهي من واجهها وحاربها علي عبدالله صالح ورجاله في ديسمبر 2017 في قلب صنعاء.

كان هذا التاريخ حاسماً ونهائياً للجزم باستحالة التعايش مع إيران وعصابتها الحوثية.. في يمن يراد له أن ينسلخ عن ذاته وهويته وجلده وعن يمنيته ومركزيته العروبية القومية الضاربة.. وتتحول مدنه وعاصمته ومساجدها وشوارعها إلى نسخة إيرانية حالكة وموحشة كوحشة وتوحش العصابة التي راحت تعمِل الهدم في الخصوصية اليمنية ذاتاً وموضوعاً وتشيد الخراب في الأرجاء.

استحالة التعايش مع السرطان الإيراني اللعين، هو الدرس النهائي المخلد بالدم والذي يتكثف في ديسمبر الرابع منذ اندلاع شرارة ثورة شعبية يمنية خالصة ضد إيران وفي مواجهتها بشوارع صنعاء، احتشد لها الرئيس السابق والدائرة الضيقة الأخيرة من أقاربه ورجال حراسته ورفاقه الأخيرين الذين خاضوا المعركة المستحيلة بكل جسارة ورجولة واستحالة اليمنيين في أربعة أيام فارقة واستثنائية، مطلع كانون الأول/ ديسمبر 2017.

بالنظر إلى عدم تكافؤ الفرص والقوى والظروف والشروط المادية والموضوعية بين الطرفين، كما تجسد بصورة عملية في تلك الأيام الملحمية، فإن الدرس يبقى أوكد وأوجز: مهما كانت الحسابات مستحيلة، سيبقى الأكثر استحالة منها هو التعايش مع الحوثيين والقبول بشروط الكهنوت الإمامي.

الذين لم يجربوا المواجهة وحرب الرمق الأخير من المصير؛ كما توافرت عليها أيام ديسمبر الأولى الأربع في مساحة ضيقة من شوارع صنعاء، بهذه الحسبة وبهذه الحسابات الشاهقة والباتة، أقل ما يقال عليهم التصالح مع جدوى التنحي جانباً، والكف عن التنظير في الحاضر وفي المصير اليمني المشدود من طرفيه بين اليمنيين وإيران وخدامها.

إنهم يخوضون في خبرة لا خبرة لهم فيها.. ولا خبر لديهم عن حقيقة ما تعني معركة مصير بصراحة وفداحة أن تشهر صدرك عارياً وتطلق رشاش رجولتك ويمنيتك في وجه أعداء يتكالبون عليك وحولك ويسدون الأرجاء في وجهك وطريقك ولا خيارات أخرى سوى أنهم سيفتكون بك.

الذين أدركوا يقيناً مدى صعوبة بل خطورة واستحالة المعركة زماناً ومكاناً وشروطاً، قرروا عن وعي ودراية خوضها بنفس القدر من العزم والجسارة والرجولة والإيمان بالقضية وباليمن.

زر الذهاب إلى الأعلى