[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
صحف

واحدية المعركة والمصير

يحيى حمران يكتب عن: واحدية المعركة والمصير


يدرك اليمنيون جميعاً ان كل وجع حلً بوطنهم، قبل أن تنعكس آثاره على معيشتهم واستقرارهم، ليس إلا نتيجة لمكر وخداع وتحريش سلالة العنصرية الإمامية الطامحة، في حكم اليمن، كمدخل إلى تدمير ما خلفها من الدول العربية، مهما أسرفت مليشياتهم في إهدار كرامة ودماء اليمنيين الرافضين لارهابها ماداموا مشتتين خدمة لايران، التي تسعى هي الأخرى منذ سبعينيات القرن الماضي إلى تدمير كل شبر تتواجد فيه أو بالقرب منه بقية أذرعها السرطانية، التي زرعتها في المنطقة..

وما الدمار الذي حلً بالنسيج المجتمعي على المستوى اليمني خاصة أو العربي عامة إلا نتيجة للشروخ والتنافرات البينية، والتي غذاها أذناب العمائم السود المعمولة في طهران ليسهل عليهم التفريق بين الشعوب ومن ثم إخضاع من تمسك وحيداً بالرفض لسياسة إيران منهم..

كبيرة هي التضحيات التي يقدمها الأبطال من أبناء اليمن الرافضين لمسيدة مليشيات الحوثي الطائفي والسلالي، بمختلف مناطقهم وانتماءاتهم السياسية، والأكبر من ذلك هي التضحيات التي يقدمها من حاول الكهنوتيون تحييدهم تحت مبرر الحرب على قوى مناطق بعينها..
وهي الكذبة التي لم يستسغها الأبطال المتشبثون بروح الكفاح الوطني، فأبوا أن يكونوا متفرجين على كيد وإجرام عصابات الكهنوت السلالي، مفضلين على طمأنينة أنفسهم خوض المعركة في أوج غمارها الدامية جنباً إلى جنب مع إخوان ورفاق لهم، مواجهين عدواً واحداً يرونه دخيلاً بفكره وأفكاره ليس على اليمن، فحسب وإنما على الجزيرة العربية بأكملها، ولن تنتهي مأساة اليمنيين حتى ينتهي السبب، وهو الانقلاب على الدستور واجماع اليمنيين في 21 سبتمبر 2014م..

لذلك أصبحت اليوم مأرب وما حولها من مدن ومحافظات ارض معارك جامعة، اصطف فيها إلى جانب أبناء مأرب والنازحين اليها ابناء عدن وابين والضالع ويافع وشبوة وحضرموت، مثل ما اصطف بالامس في الساحل الغربي إلى عدن أبناء صنعاء وعمران وذمار والضالع وتعز واب ويافع وابين وشبوة، لعلمهم أن سلالة الخرافة لن تبقي على عزيز يعتز بذاته، اذا تمكنوا من كسر غيره وبقى يقاومها وحيداً منفرداً، فاجتمعوا متكاتفين، جيش وطني وعمالقة وقوات مشتركة ومقاومة، ليحيا الجميع بسلام..

لم يخلق الله اليمنيين لتتم هيانتهم، نتيجة رفضهم الكهنوت، كما لم يخلق سلالة الدجل لتتمسيد على اليمنيين المتسلحين بقوة وإرادة هويتهم الوطنية، والتأريخ شاهد بأن النصر كان حليف اليمن وأحرارها، كلما تحالفوا جميعاً في سبيل استعادة دولة يستظلون بظل دستورها الكافل للحرية والعدالة والمساواة المجتمعية، والعيش الكريم..

صحيفة 26 سبتمبر

زر الذهاب إلى الأعلى