[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
اهتمامات

بالمسند: الهوية اليمنية

نجيب الوحيشي يكتب بالمسند: الهوية اليمنية


العودة الي الهوية اليمنية شيء أصيل وهو الشيء الصحيح في سبيل التدافع بين الامم والتنافس بين الحضارات. ويبدو أن هذه الصحوة يعود الفضل فيها الي السباق المحموم الذي رافق مشروع أنصار الله الحوثيين في طمس الهوية القومية للشعب اليمني واحتكارها في الحامل السياسي والاجتماعي لمشروعهم الطائفي الديني القائم على اساس عرقي ومنهج فكري ضيق، لا يليق بشعب اليمن الحضاري الضارب جذوره في اعماق التاريخ البشري.
فقد شهدت الأشهر الأخيرة حراكاً شبابياً كبيراً فيما بات يعرف بحراك الاقيال والتدافع بين هويات ثقافية محلية على خلفيات طائفية ومذهبية ودينية ومناطقية، تم اذكاؤها بسبب التجريف الثقافي المتسارع لثقافة المجتمع اليمني من قِبل جماعة أنصار الله (الحوثين).
ففي الوقت الذي يحاول أنصار الله فرض مسمى الهوية الايمانية على الشعب اليمني بالاستناد الي بُعدٍ ديني وطائفي في استغلال وتفسير خاطئ لحديث النبي القومي الأُمي العربي محمد بن عبدالله القرشي (صلى) القائل: " الايمان يمان والحكمة يمانية" نهضت مقاومة شعبية لهذه الفكرة مستندة الي أن هوية الشعوب ترتبط بالقوميات وليس بالديانات.

ومن ذلك المنطلق ظهرت متناقضات تتدافع لتحقق توازن ثقافي وتصحيح عقيدة ثقافية جمعية للشعب اليمني، تتمحور حول الأفضلية بين العرب والفرس والعرب العاربة والمستعربة، وبين أولاد قحطان وأبناء عدنان، وهكذا دواليك، مما أسفر عن حالة صحية في بنية الشغب الثقافية والفكرية ستقودهم حتماً الي قبول التنوع والتعايش والسلام مع الآخر المختلف، والتوصل الي نقطه جامعة لكل المتباينات في زاوية بؤرية تحقق الرضاء والشعور بالذات لدى جميع الفئات.

وهنا يجب على الجميع القنوع بمبدأ القبول بالآخر والتصالح البيني على قاعدة العيش المشترك، والايمان بالتنوع الذي يعد سليقة وسجية وناموساً خلقت عليه البشرية، والتيقن بان فرض الهوية على الغير وتجريف ثقافة الاخرين جريمة في حق أنفسنا وذواتنا ومستقبل أجيالنا، تكون عواقبه وخيمه وردود افعاله أليمة.

زر الذهاب إلى الأعلى