[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

الروح اليمنية على ضفاف النيل

محمد المقبلي يكتب عن: ماالذي يحدث لأرواحنا مع الموسيقى.. الروح اليمنية على ضفاف النيل


كان نيتشه رغم صرامة افكاره يقول الحياة بدون موسيقى غلطة كبيرة.. انيشتاين العبقري الفيزيائي كان يقول هو الآخر لو لم اكن فيزيائيا لكنت موسيقيا الموسيقى تخلق اجنحة للعقل..

علي عزت في كتابه الذكي الاسلام بين الشرق والغرب ذهب الى ماهو ابعد ذلك من ناحية فلسفة الوجود بقوله ان الموسيقى تخاطب الجانب غير المادي وغير المرئي في اعماقنا وهي احد البراهين الايمانية الكبيرة كون الايمان يندرج ضمن اللامرئي واللامادي في بحث متكامل خصصه للفن

.. هذا ماتفعله الموسيقى في اعماقنا كالجداول تروي ولاتغرق ترفع معنى الحياة وتحفز هرمونات السعادة الداخلية وتفرز ما من شأنه يخلص الذاكرة من الكلام الزائد والشتات الذهني ولاينعش الذاكرة مثل المزاج الرائق وشعور داخلي لذيذ وغير مفهوم يعدل المزاج ويصفي الذاكرة ويفلتر التشوهات الدفينة

ولكن هل تستحق الموسيقى كل هذا الغزل؟ وهل لها اثر بالغ الحجم والتأثير والروح؟؟ وهل ستسافر اراوح السميعة اليمنيين يومنا هذا الى ضفاف النيل للحضور بجانب الحاضرون هناك روحيا وفيزيائيا؟؟؟

لا استطيع الجزم الجماعي بذلك سأحكي شعوري الذاتي وما اشعر من به من حضور يطوف في كل التفاصيل ويشعر بكل الفعاليات من تركيب اول مايك الى فتح الحقائب التي تضم الآلات الموسيقية الى الكواليس الى اللمسات الأخيرة للديكور يوم امس

الى سرحان خيال العبقري محمد القحوم قبل النوم بعد يوم عمل مضني .. ذلك الشعور الجميل الذي في يدب في اعماقه وهو يدرك ان الأفكار التي كان يعتقد انها تحتاج لوقت لكي تصبح واقع اصبحت واقع اشبه بالحلم وان بصمة موسيقية يمنية هي الأولى لليمنيين في القاهرة وكانت نوعية بحجم الارث الكبير للموسيقى اليمنية..

السيمفونيات التراثية اليمنية كانت تحتاج الى لمسات ترتقي بها اكاديميا وتصبح منوتة وتضاف اليها الآلات الموسيقية العالمية اضافة الى الآلات الموسيقية اليمنية كالعود والمزماز والطار وغيرهم وفيهم شفرات روحية عميقة متعلقة بوجدان الانسان اليمني الذي مزج كل التضاريس والخيالات وحولها الى نغم يحتاج للتأمل والبحث كونه يحوي الكثير من الاسرار والتفاصيل التي تزيح الستار عن الشكل والمبنى والجوهر والمعنى للفن اليمني.

اقرأ أيضاً: بالفيديو – الموسيقار القحوم يستعد لحفل “السيمفونيات التراثية” في القاهرة

على الساعة الثامنة مساء يضبط السميعة اليمنيون ساعتهم الروحية واليدوية في حالة وجوم امام فورة الدهشة اليمنية على ضفاف النيل، أما انا شخصيا سأكتفى بتأمل تلك البهجة في وجه العبقري القحوم وحركة يديه وهو يخلد الموسيقى اليمنية من خلال السيمفونيات التراثية.. هي الروح هي الروح.

زر الذهاب إلى الأعلى