[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
شعر وأدب

أنشودة البعث اليماني

الشاعر هشام باشا يكتب: أنشودة البعث اليماني


دمُّونُ، يا وجعي المُكابرْ.. أسمعْت أصداء البشائرْ
"غمْدانُ" عاد إلى الحياة.. وهزّ منْكب كُلّ سادرْ
عادتْ إليه الرّوحُ راقصةً على أنْف المقابرْ
فبدا من الأمْس الدّفين كأنّهُ ضحكاتُ باكرْ
وكأنّهُ خاض الصّراع مع الفناء، وعاد ظافرْ

"غمْدانُ" عاد!.. نعمْ، أتفْهمُ أنت؟ عاد، ولن يُغادرْ
وحكى، وأُخْرست الدُّنا..وقضى وقال الدّهْرُ: حاضرْ
والبدءُ عاد البدء ذاك… وآخرُ الأشياء آخرْ

عناوين ذات صلة

غمْدانُ فجْر اليوم عاد على مناكب كُلّ عامرْ
وأتى المساءُ ولم يعْدُ شيْءٌ سوى غمدان ظاهرْ
غمْدانُ عاد، وعاد ما هُو غائرٌ بالأمْس غائرْ
وأتى يقودُ مواكب البعْث العظيم بكُلّ ناشرْ
ماذا يقُودُ؟ يقُودُ طُوفانًا من الأقْيال قاهرْ

أعرفْت ما الأقْيالُ؟ بحْرٌ قرْدعيٌّ الموج هادرْ
غضبٌ تراكم ثُمّ ثار وجاء من ماضٍ وحاضرْ
وجعٌ يمانيٌّ تحوّل ضاربًا كالموت كاسرْ
"أقْيالُ" ليْستْ شمْعةً جاءتْ تُضيءُ أمام حائرْ
"أقْيالُ" مبْعثُ أُمّةٍ قبر اسْمها الذّهبيّ قابرْ
وأقْتادها ختْلًا إلى ليل الضّياع بخُورُ ساحرْ
فأضاعت المعْنى هنالك بين أدْخنة المباخرْ

"أقْيالُ" عاصفةٌ على الصُّحُف المليئة بالنّوادرْ
وعلى رُفوف البغْي، والظُّلْم المُزخْرف بالمنائرْ
وعلى الرّصاص السّاقطات على الجباه من المنابرْ
ليْستْ مُجرّد غضْبةٍ يمنيّةٍ في وجه فاجرْ

"أقْيالُ" آفاقٌ من الأعْناق راعدةُ الحناجرْ
والكونُ يسْمعُ راغبًا أو سوف يسْمعُ وهْو صاغرْ
قممٌ يمانيةٌ تكُحُّ فيسْقطُ الطُّغْيانُ خائرْ
ويمينُ جبّارٍ يجُرُّ الكاهنات من الظّفائرْ
قدرٌ كبيرُ الجسْم، عمْلاقٌ، قويٌّ الرُّوح قادرْ
ودمٌ يُجيدُ الرّقْص إنْ عزف الزّمانُ لكُلّ ثائرْ
ويُجيدُ بقْر بُطون من بقروا البلاد بكُلّ باقرْ
ويُجيدُ إلْقاء السُّقوف على عمامة كُلّ جائرْ
والنّيْل من تلك الوحوش المُستريحة في الضّمائرْ
ويُجيدُ قطْع يد الظّلام، وليس تقْليم الأضافرْ
ويُجيدُ تنْظيف الرُّؤوس من الزّرائب والحظائرْ
والرّمْي بالخرف المُطهّر تحت زجْمة كُلّ عابرْ

أعرفْت ما الأقيالُ؟ جيْلٌ قلْبُهُ بالشّمس زاخزْ
جيْلٌ أبى إلّا أعاصير البّحار لهُ مآزرْ
جيْلٌ تحزّم بالحُتُوف وبالمهالك والمخاطرْ
وأتى على عُنُق البلاء يُديرُ عاتية الدّوائرْ
وأتى بما سرق التُّراب من الحقائق والجواهرْ
نصْرٌ أطلّ برأسه من بين آلام الخسائرْ
والنّصْرُ ما معْناهُ إنْ لم تنْتزعْهُ جراحُ خاسرْ
وتردّد النّبأُ العظيمُ يضجُّ من كُلّ المصادرْ

غمْدانُ" عاد إلى الحياة يهُزُّ منْكب كُلّ سادرْ
ويقولُ للدّجال: مُتْ، ويقولُ للشّيطان: غادرْ
واهْتزّت اليمنُ السّعيدةُ كالمُنى في قلْب شاعرْ
وهُنا رأيتُ بأُمّ هذي العين وفْد اللّه حاضرْ
ورأيتُ جبريلًا مع الأقيال يرقصُ بالخناجرْ
ورأيتُ إكْليلاتنا تُلقي على الملإ السّكاكرْ

مأرب
31 مايو 202

زر الذهاب إلى الأعلى