[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

عن جوع المنظمات الأممية العاملة في اليمن

عبدالرزاق الحطامي يكتب عن جوع المنظمات الأممية العاملة في اليمن


منظمات الأمم المتحدة تعاني من ( الجُواع المزمن). هو مرض نفسي يتعلق بفقدان الشعور بالشبع عند الأكل وبعده.

بداية الحرب كانت تتسول باسم اليمنيين في أروقة المجتمع الدولي ودول المانحين وأصدقاء اليمن.. ظلت لسنتين تقريباً وهي تتسول بـ(مليون دولار) كوحدة نقدية أساس، لعملتها المعتمدة في التداول الدولي لمبيعات المأساة اليمنية..

اتسعت شهيتها وارتفعت معدلات الاستعصاء الصحي في مرض الجواع المزمن هذا، مع تعدد الأعراض، وذلك ما يفسره صراخها المزمن أيضا من خطر المجاعة في اليمن.

تقرع هذه المنظمات ليل نهار، وعند الأكل وبعده أجراس الإنذار، على وقع دقات نواقيس الخطر وصدى قرع الملاعق على الصحون اليمنية الفارغة..

إنها بهذا تعزف سيمفونية الخلود لقرقرات جواعها المجيد، تعيد إنتاجه موسيقيا بما يحوله من عواء ذئب إلى بكاء إنسان، بعد المكسجة الصوتية.

حالياً، لم تعد تقبل التسعيرة الدولية للقيراط الواحد من مبيعات المأساة اليمنية.. عندما صرخت واستعوت أجراسها معلنةً أن اليمن يعيش الكارثة الإنسانية الأسوأ في العالم، كانت تعي ما تقول وبدأت فعليا اعتماد ال( مليار دولار) كأقل وحدة نقدية في سوق التداول المالي لاستثمارات (الكارثة الإنسانية الأسوأ في العالم).

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: الأمم المتحدة: الجوع الحاد يبلغ مستوى غير مسبوق في اليمن

كل بنوك العالم لن تكفي لسد فجوة جواع المنظمات الأممية .. إنها كلما حصلت على تمويل أكثر صرخت بأن المجاعة اليمنية باتت أخطر.

أحد مسؤوليها الوقحين أعطى اللغة عبارة تعريضية مدهشة. حين يجتمع الإدهاش اللغوي مع التسول باسم الإنسانية فأنت أمام لص محترف قد يسرق يدك، رقبتك، وجهك وقفصك الصدري وأنت تجري معه حوارا صحفياً، دون أن تشعر إلا في البيت أنك فقدت أجزاء منك.

قال المسؤول المتسول في معرض التشهير والاحتقار بشحة ما جنته المنظمات من تمويلات المانحين الدوليين، ( 3 مليارات دولار) في مؤتمر المانحين مطلع هذا العام، قال : (نأخذ الطعام من الفقراء لنطعم الجياع في اليمن).

لم يكن ليقصد بالفقراء سوى دول المانحين التي قدمت تمويلات مليارية بأكثر مما تحلم به اليمن ويكفيها لسد احتياجاتها الإغاثية، لكنها بأقل كثيرا مما تحلم به المنظمات الفاسدة لسد فجوات جواعها المزمن الذي لا يشبع ولا يقنع.

أيها العالم : اليمن بخير، وما من جياع على أرضها سوى منظمات الأمم المتحدة التي تتجر باسم اليمنيين لإغاثة جُواع الأمم المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى