[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

المجلس الرئاسي والسير في الطريق الخطأ

رياض الأحمدي يكتب عن: المجلس الرئاسي والسير في الطريق الخطأ


المشهد الأخير، عندما حطت طائرة المجلس الرئاسي اليائسة في قطر الداعمة للحوثي، في زيارة من المستحيل أن تحقق تقدماً شعرة واحدة في هذا الملف المحوري. وكل ما هو مأمول منها هو محاولة استرضاء الدوحة.

ومنذ البداية، كان المجلس الرئاسي، بمثابة التحول الأهم في اليمن منذ سنوات طويلة، جاء ليبعث الآمال بتغيير طال انتظاره، بعدما وصل وضع الشرعية والحكومة المعترف بها دولياً، مرحلة من الضعف والوهن لا تخفى على أحد.

كان أمام المجلس الرئاسي فرصة ذهبية بما حظي به من دعم لامحدود من الأشقاء في السعودية والإمارات، وبما هو تشكيل يضم أبرز القوى المؤثرة على أرض الواقع ويترجم دعوات وحدة الصف.. كان أمامه كل ذلك، شرط ألا يحيد عن الهدف المتمثل بتوجيه بوصلة المعركة صوب اتجاه واحد يوحد اليمنيين وهو استعادة الدولة واليمن الواقع في أسر الحوثي.

لكن ما حدث، أن المجلس سرعان ما تزحلق على قشرة موز الأمم المتحدة والدعم الدولي الذي لا وجود فيه لغير الضغوط، ذلك الذي يحاول أن يجعل المجلس الرئاسي مطية لتعميم نسخة رديئة من ستوكهولم الحديدة، على كل اليمن عبر مسمى الهدنة. تلك التي لن تؤدي إلى السلام كما يسوق المبعوث الأممي هانس غروندبرغ ومن لف لفه.. بقدر ما تمنح الحوثي المزيد من الوقت لترتيب بعض أوراقه في مقابل منح المجلس الرئاسي فرصة عكسية للانتقال من حديث التوحد إلى الانهماك بالخلافات البينية والتفاصيل المعروفة وخلافات التعيينات.. وغير ذلك.

إن الطريق الذي يسير فيه المجلس الرئاسي بلا بوصلة تشبه دائرة مغلقة مرسومة دولياً. وإلا ما هي الفوائد المرجاة من زيارة قطر على سبيل المثال؟ وقبل ذلك؟ ما الذي اتخذه المجلس في المساحة التي يستطيع التحرك فيها دون حتى أن يجرح مشاعر الهدنة؟.

الحديث عن توحيد وهيكلة التشكيلات العسكرية والأمنية في هكذا ظرف. أمر في الهواء. والواقع أن الجبهات وحدها من يستطيع توحيد التشكيلات المختلفة، ولهذا سارع المجتمع الدولي إلى محاولة الوقوف حجر عثرة في طريقها. ومع ذلك فإن إرادة المجلس الرئاسي بإمكانها أن تصنع الكثير فيما لو تصرفت بإرادة وتكاتف وانطلقت من الأسس والمبادئ، لا أن تنشغل في التعيينات ونحوها.

إن هذا الحديث لا يعني تثبيط المجلس، بل محاولة الوقوف بصدق ومسؤولية لإنقاذ مخرجات مشاورات الرياض. فبعد أن لمس الناس فشلاً في ملف الخدمات في عدن على الأقل، وعاد سعر العملة للانهيار، وفشلت سياسة المجلس التفاوضية في الخارجية في فتح طريق واحد في تعز. كل ذلك يدعو للانتباه المبكر للمآلات الخطيرة، والتي لا مكان فيه للمزيد من الوقت. فإما أن تثبت أنك في مرحلة جديدة أو أن تكون امتداداً لأشد مراحل هادي ضعفاً.

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: الرئاسي يقف أمام التحديات كافة ويتخذ قرارات بشأنها

زر الذهاب إلى الأعلى