[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراءعربي ودولي

من لندن: مات الملك.. عاش الملك

د. ياسين سعيد نعمان سفير اليمن في بريطانيا يكتب من لندن: مات الملك.. عاش الملك


في مشهد، اختلط فيه الحزن بوفاة الملكة بالفرح بالملك الجديد وجسّد بكل دقة العبارة التاريخية ( مات الملك عاش الملك)، تم صباح السبت في قصر "سينت جميس" التاريخي في العاصمة لندن تنصيب الأمير تشارلس ملكاً على المملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية تحت اسم تشارلس الثالث.

وفي حين كان التنصيب يجري على قدم وساق، كان جثمان الملكة ينقل من اسكتلندا إلى لندن لإتمام مراسم الدفن الذي سيتم على ما يبدو يوم 19 سبتمبر. أثناء التنصيب تم إلغاء تنكيس العلم وإعادته إلى وضعه الطبيعي، ثم أعيد تنكيسه مرة أخرى بعد انتهاء عملية التنصيب.

والتنصيب يعني انتقال السلطة قانونياً ورسميا إلى الملك الجديد، لكن إلباسه التاج سيتم في مراسم أخرى بعد فترة قد تمتد إلى سنة.

مراسم التنصيب، التي يتولاها "مجلس العرش "، لم يعرفها البريطانيون منذ سبعين سنة، ولذلك فقد تابعوا التنصيب بكل تفاصيله التي عبرت عن تقاليد عميقة عمرها أكثر من ثمانمائة سنة. كان التنصيب مرآة عاكسة لتجذر الملكية الدستورية في وعي المجتمع البريطاني، على غير ما كان يعتقده الكثيرون من أن الملكية monarchy أخذت تفقد مكانتها في النظام السياسي وبين الناس.

لقد جسد التنصيب بالصورة التي تم بها عمق ارتباط المجتمع البريطاني بالمؤسسة الملكية التي لا تحكم ولكنها تمثل رمزية سيادية للدولة البريطانية، فالحكومة حكومة الملك، ورئيس الوزراء يلتقي اسبوعياً بالملك ويقدم له تقريرا عن حال البلاد، والنشيد الوطني يهتف للمكلة وسيتغير منذ اليوم للملك، والعملة عليها صورة الملكة وسيتم تغييرها بصورة الملك وكذلك طوابع البريد وكل ما يحمل صورة الملكة كتعبير عن رمزية علاقة الملكة بالدولة، والملك يرأس 16 دولة أجنبية تدين له بالولاء، وكانت الملكة رئيسة الكومنولث الذي يضم أكثر من ثلاثين دولة، ولكن رئاسة الكومنولث لا تورث.

هناك تقليدان أثارا الانتباه باعتبارهما من التاريخ السياسي للملكة المتحدة البريطانية :
-أن الملك بعد أن القى كلمة العرش التي اقسم فيها على خدمة المملكة، طلب منه أن يقسم مرة أخرى بموجب القانون الاسكتلندي على حماية الديانة البروتستانتية في اسكتلندة كشرط لبقاء المملكة المتحدة. وهو تقليد يمتد كما يبدو لقرون منذ توحيد انجلترا واسكونلتدا.
-أن كل المدعوين لحفل التنصيب، بمن في ذلك رؤساء وزراء كل من اسكتلندا، ويلز، وايرلندا، ورؤساء الوزارات السابقين لبريطانيا، ورئيسة الوزراء الحالية وأعضاء مجلسي العموم واللوردات، وغيرهم ممن تمت دعوتهم، قاموا بالتوقيع على وثيقة التنصيب، وقام اعضاء البرلمان بأداء قسم الولاء للملك الجديد.
شكلت المناسبة حالة من إعادة توثيق التقاليد الملكية العريقة لهذا البلد الذي سيظل يتجدد بتاريخه.

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: الملك تشارلز الثالث: خليفة إليزابيث في سطور ومراسم التتويج

زر الذهاب إلى الأعلى