[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

كن إنساناً واقرأ التاريخ

علي المقري يكتب: كن إنساناً واقرأ التاريخ


في مقدمة كتابه "أيّام لها تاريخ" قال أحمد بهاء الدين لقد قيل إن الإنسان "حيوان ناطق، ثم تبين أن الببغاء تنطق؛ وقيل إنه حيوان ضاحك، ثم تبين أن القرود تضحك؛ وقيل إنه حيوان عاقل، ثم تبين أن كل الحيوانات تعقل، وإن كان العقل درجات!"؛
إلاّ أن ما يميز الأنسان هو إنه "حيوان ذو تاريخ"!
ويعني هذا "أن كل جيل من البشر يعرف تجارب الجيل الذي سبقه ويستفيد منها، وإنه بهذه الميزة، وحدها، يتطور؛ وعلى العكس من ذلك الحيوان".

وأوضح: "أنت تستطيع اليوم أن تصطاد الفأر الذي تجده في بيتك بنفس الطريقة التي كان يتم اصطياده بها منذ زمن قديم: مصيدة وقطعة جبن! ولو كان في بيتك عشرة فيران لاستطعت تصيدها واحداً بعد آخر، يوماً بعد يوم بنفس المصيدة وقطعة الجبن؛ ذلك أن الفيران ليس لها تاريخ، ولا تستفيد من تجربة؛ هي لا تعرف أن في اليوم السابق دخل الفأر ليأكل الجبن فأغلقت عليه المصيدة، وهي قد تعرف ولكنها لا تدرك المغزى، فلا تتحاشى أبداً قطعة الجبن".

ووصل إلى القول إن الإنسان على العكس من ذلك، "يعرف ما أصاب أسلافه بالأمس، ومنذ مائة سنة، ومنذ آلاف السنين، فهو قادر على أن يتجنب زلاتهم ويستفيد من تجاربهم ويضيف إلى اكتشافاتهم وكل جيل لا يبدأ من جديد ولكن يضيف إلى ما سبق، وهذا هو التقدم"، فالإنسان "غير الواعي لا يرى إلا قطعة الجبن، ولكن الإنسان الواعي يرى قطعة الجبن ويرى المصيدة!".

مع هذا....
ومع كامل التقدير للكاتب الكبير ولكتابه الرائع الذي أعيد قراءته للمرّة الثالثة، ألا يزال هناك الكثير من الأجيال تعيد تجارب من سبقها ولا ترى غير قطعة الجبن!

من أي فصيلة حيوانية يمكن تصنيف هؤلاء؟
لننظر ما يجري في اليمن وليبيا والعراق وسورية وتونس ولبنان والسودان و... العالم!
* من صفحة الكاتب على فيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى