[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

السعودية لا تشرب الكوكاكولا

عبدالرزاق الحطامي يكتب: السعودية لا تشرب الكوكاكولا


المتابع لحملات الكره الأمريكي الموجهة ضد السعودية، من أعلى المستويات الرسمية، يدرك إلى أي مدى يمكن للسعودية تربع عرشها الطبيعي في مصاف العالمية وسدة القرار الدولي.

سأتجاوز هنا حساسية الموقف السعودي الخارجي تجاه محيطه، فحين يتعلق الأمر بمواجهة غربية- عربية تضعنا القيم الأخلاقية والأواصر المترابطة في الصف العربي بالطبع، ولن نكون إلا مع السعودية التي تتصدر واجهة هذا الصف العربي في خضم المواجهة الدولية وصراع التحالفات.

فالسعودية الآن تقول (NO) لأمريكا، بملء فيها، وهي تثني رجلا على رجل، وترتشف قهوة العربي الذي كان يصنع الحكمة في كتب التاريخ، من على حصير خيمته البدوية.

السعودية الآن تصعر خدها عن الغرب المبتز ، وتيمم وجهها السياسي والاقتصادي وحتى العسكري في صفقات الأسلحة، ببرود وذكاء، شطر الشرق.

حيث الاتجاه شرقا هو المسار الطبيعي الصحيح لدولة محورية كبرى في قلب المنطقة العربية، وتتموضع من مركز محيطها المتواشج بين قارتين، تاريخا وجغرافيا ومصالح قومية مشتركة.

لقد انقضت سبعة عقود أو ثمانية من التحالف الدولي بين الرياض وواشنطن، لم تستتب فيها ملامح السياسة الأمريكية الخارجية على وجه واضح ومحدد.

إذ تتغير الإدارات الأمريكية بسرعة كإطارات السيارات وألوان القمصان، وتنقِض الإدارة الديمقراطية غزل السلف الجمهوري ، وهكذا في متوالية مرتبكة مقلقة لا ترسو على قرار ، خاصة فيما يتعلق بالموقف الأمريكي العام من السعودية.

وإذ تريد واشنطن من الرياض كل شيء، دون أن تقدم في المقابل شيئا يذكر، عدا الوعود المراوغة والسلاح الرديء باهظ التكلفة.

وكذلك في منهاج السياسة الأمريكية الانتهازية تبدو مليشيات الحوثي الإرهابية نسخة طبق الأصل.

حيث البرجماتية المجانية بلا رأسمال، وأثرة الحصول على المصالح الأحادية ببلاش، على قاعدة "مليون برميل نبيذ للشتاء الجاري مقابل حبة عنب في صيف إن شاء الله".

وفي هذه النقطة ، بايدن يشبه ترمب تماماً. وجهان لدولار واحد؛ لجورج واشنطن.
على أن واشنطن استهترت كثيرا بحلفائها العرب وتحديداً الخليجيين، وتعاطت مع السعودية بتعالي رجل المارلبورو لحظة ينفخ دخان السيجار تحت قبعة القش، من على صهوة فرس في حقل الأرز والعبيد.

ولأن الأشياء تتغير كما الزمن، فالسعودية الآن في موقف قوة تحسد عليه.
بينما الولايات المتحدة أعجز من أن تفعل شيئا ضد السعودية، العملاق العربي الصاعد بسرعة من أرض اليورانيوم الخصيب والاحتياطي النفطي المطمئن.

وسأل سائل ما لذي فعلته أمريكا من أجل السعودية في إطار مقايضات المصالح التحالفية على مدى عقود عرقوبية، سوى أنها دعمت أعداء المملكة وظلت تستخدمهم فزاعات إرهاب ضد أرض الحرمين الشريفين..

والآن، ثمة مكر أمريكي يُستنضج في المطبخ الأبيض لاجتراح عقوبات ضد السعودية على خفض إنتاج النفط..

يفكر بايدن الذي يعتمر عمامة خامنئني قبل النوم وبعده، و يفتقد للتوقد الذهني، في حظر الكوكاكولا عن السعودية لتموت عطشا.

وأورد هذا على سبيل التندر من رئيس يشبه رسمة كاريكاتورية بلا ظلال أثناء ما يطبخ العقوبات الأمريكية ضد موسكو أو المحتملة ضد الرياض..

نعم، الرياض التي لو أغلقت حنفية النفط لتوقف العالم على قدم القيامة، ولدخل بايدن ومعه العم سام أقرب مصحة للمجانين.

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: السعودية ترد على منتقدي قرار أوبك بلس: رفض تام

زر الذهاب إلى الأعلى