[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

كيف حول الحوثي إب إلى رعب؟!

محمد عبدالله القادري يكتب: كيف حول الحوثي إب جنوبي غرب اليمن إلى محافظة رعب؟!


لم يكاد يخلو يوم من جريمة أو جريمتين تُفزع جميع الناس في داخل المحافظة وخارجها في جميع المحافظات، والملفت للنظر أن الجرائم زادت أكثر أثناء زيارة محمد علي الحوثي إليها وتواجده فيها، وهذا ما ينطبق على المثل الدارج في إب "نخس البتول ينفع الثور" والنخس أي النفس ويرمز به إلى الذات و النية والقصد.

ومتى ما كان البتول جيداً ستكون نيته حسنة تحب الخير لمن سيحرث أرضهم بالثور وسيعمل بصدق واخلاص بشكل يجعل الأرض بعدها تزهر وتثمر، واذا كان سيئاً ستكون النية سيئة وسيحدث العكس، كما ينطبق ذلك على المسؤول الأعلى تجاه من هو مسؤول عليهم بحيث يحل الأمن والأمان والخير والنماء والازدهار في حالة ذاته الجيدة و نيته الطيبة والصادقة لخدمة الناس، بينما يحدث العكس في حالة غير ذلك.

في الوقت الذي وصل فيه محمد علي الحوثي إب ومشائخ المحافظة ملتفون حوله ويتسابقون لالتقاط الصور معه، كانت ميليشيات الحوثي تهدم منزلاً في حبيش فوق ساكنيه وتروع النساء وتختطفهن.

في حين أعلن بما يسمى بالمنظومة العدلية للقبض على كل المتهبشين للأراضي في إب، قام بعدها بساعات قياديان حوثيان ليغتصبا قطع أرض على مستأجريها من الأوقاف ويبنيان منازل فيها كما توجه آخر ليبني منزل له داخل حوش مدرسة.

في وقت اجتماعه ببعض القيادات الأمنية يحثهم على مكافحة الجرائم حدثت بعدها بساعات جرائم مرعبة، امرأة تقتل أخرى، رجل يقتل عدة أقارب، اختطافات لأطفال ونساء، وهذا الفعل كما كان يحدث سابقاً قبل زيارته إلا ان فعل الجرائم ارتفع أكثر أثناء زيارته، ليتضح الأمر أن هذا هو الحال في إب في ظل سلطة ميليشيات الحوثي، وما حديث الرجل عن ضبط ومكافحة فساد إلا مطابق للتقية التي يتعاملون بها باطنها عكس ظاهرها وما يفعل عكس ما يقول، كما يتضح أن الحوثي ليس رجل دولة له قدرة على تحقيق أمن وضبط مجرمين، فالمجرم لن يكافح جريمة والفاسد أيضاً لن يكافح فساد.

كانت إب المحافظة السياحية تتسم بالسلم والسلام والأمن والأمان والخير والطيبة والتكافل والتعاون، ومنذ سيطر عليها الحوثي تحولت لمحافظة الرعب والخوف والقتل والدماء وتصدرت حديث الجميع والرأي العام، ليتضح أن ما يحدث هو أمر دخيل عليها ناتج من ذلك الدخيل الحوثي الذي بسط نفوذه بالقوة فيها.

تسبب الحوثي في انتشار جرائم القتل واراقة الدماء والسلب والنهب في إب، إذ قام بتعطيل تنفيذ قانون القصاص وأخرج القتلة من السجون وشكل لجان لأرغام أولياء دم أي قتيل على أن يعفوا من أجل أن يتشدق أنه قام بحل قضايا الثأر والاصلاح بين الناس، وهذا الأمر شجع لارتكاب الكثير من جرائم القتل، فالجاني عندما يجد أنه اذا قتل شخصاً لن يتم القبض عليه واذا سُجن سيخرجه الحوثي من السجن وستأتي بعدها لجنة حوثية وترغم أولياء دم من قتله على العفو سيقوم بقتل من يريد لأنه أمن العقوبة والسجن.

يتبجح محمد علي الحوثي في زيارته الأخيرة لمحافظة إب أنه قام بحل قضية ثأر دامت اثنى عشر عاماً عبر ارغام قبيلة اولياء دم قتيل على العفو عن قاتل ابنهم من القبيلة الأخرى، بينما واقع إب يكشف أن الحوثي سبب كل جرائم القتل فيها التي انتشرت وماذا يفيد ان قمت بحل قضية ثأر في حالتك تسببك بوقوع الف قضية ثأر وقتل أخرى، بينما يفترض مكافحة كل الجرائم يأتي من خلال تطبيق قانون القصاص النفس بالنفس والعين بالعين والقبض على جميع القتلة وزجهم السجون لا اخراجهم منها وجعلهم طلقاء أحرار ومنحهم مناصب ليديروا الأمن والشرطة.

الجانب الثاني يعود لفكر الحوثي وملازمه التحريضية ومنهجه الارهابي كسبب لانتشار الجرائم بمختلف الجوانب وشق الترابط الأسري والتفرق الداخلي الذي وصل إلى غالبية كل منزل وأسرة.

يستقطب الحوثي الأبناء ويزرع في عقولهم أفكار تشجعهم على عصيان والديهم تحت ادعاء لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق في حالة أن يأمروهم بعدم الوقوف مع الحوثي.
كما يستقطب الحوثي الآباء في دورات طائفية ويزرع في عقولهم وجوب الزام ابناءهم بالوقوف معه ومن يرفض يعتبر عاصياً لوالديه يجب على أباه سجنه ومضايقته وافتعال الخلاف معه بشكل مستمر.

تدخل المرأة المطبخ وتسمع الاذاعة الحوثية التي كل برامجها تحريض على القتل والتغني بشعارات الموت، وما ان تختلف مع امرأة اخرى إلا وتأخذ قطعة حديدية وتضربها برأسها حتى تقتلها.

يستقطبون الشخص للحضور في دورة ثقافية طائفية ويزرعون في عقله أفضليته على من ليس مع الحوثي من اخاه وجاره وجميع اقاربه والناس من حوله، ويقولون له أنت مؤمن مجاهد ومن يختلف معك ليس بمؤمن ومجاهد، وما أن يعود لمنزله يختلف مع زوجته فتذهب بيت أبيها، فيذهب إلى بيت أبيها معتبراً نفسه مؤمناً ومجاهداً ومن لا يلبي طلبه يعتبر يكره ويحارب المؤمنين، وعندما يرفض أهل زوجته اعادتها بسبب اسلوبه المتعالي الذي يعقد المشكلة والخلاف أكثر يقوم بقتل زوجته وأمها وزوج أخت زوجته.

وكم هناك على هذا الشكل وغيره من جرائم منتشرة في إب وفي غيرها من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الانقلاب، وكان الحوثي بفكره ونهجه الاجرامي والدموي سبب لكل تلك الجرائم.

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: محمد علي الحوثي في إب

زر الذهاب إلى الأعلى