[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

قراءة سريعة في مقابلة رئيس المجلس الرئاسي اليمني

د. ثابت الأحمدي قراءة سريعة في مقابلة رئيس المجلس الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي


وضع فخامة رئيس المجلس الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي الشعبَ اليمني والمجتمعين: الإقليمي والدولي أمام جملة حقائق سياسية عن جملة ملفات شائكة، ظلت محل تساؤلات الكثير، وربما محل انتقاد أيضا، في أول هذه الحقائق التي أشار إليها تصريحا وتلميحا، الموقف الأمريكي المتذبذب من الجماعة الحوثية الذي يقف في وضعية "البين بين".

وفي الحقيقة في حالة "اللاموقف" وحين نقول "اللاموقف" فإن ذلك يعني الوقوف في المربع السلبي من جماعة إرهابية مليشياوية مسلحة، وخارجة عن الدستور والقانون، كان يُفترض بالمجتمع الدولي أن يكون له رأي حاسم وصريح تجاهها، كما هو الشأن مع القاعدة وداعس وبوكو حرام، وغيرها. كما أشار في سياق حديثه أيضا إلى التخادم بين مليشيا الحوثي والقاعدة في اليمن، في الوقت الذي تعلن هذه المليشيات عداء كل منهما للآخر، لكن ما يحصل على أرض الواقع غير ذلك.

على الصعيد الإقليمي: أشاد فخامة الرئيس العليمي بالدور السعودي الكبير الذي توليه المملكة العربية السعودية تجاه اليمن حكومة وشعبا، من خلال الدعم المادي والمعنوي اللامحدود لجملة مشاريع تنموية واقتصادية وسياسية، تمثل هذه المشاريع اليوم العمود الفقري للحكومة اليمنية، سواء من خلال البرنامج السعودي، أو من خلال مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز، هذا إضافة إلى احتواء المملكة العربية السعودية لما يزيد عن مليوني مغترب يمني، يمثلون إضافة مهمة في رفد الاقتصاد الوطني من خلال تحويلات العملة الصعبة التي تصل إلى أربعة مليارات دولار سنويا..

والحقيقة أنه لولا هذه التحويلات لكان الوضع أكثر سوءا في الداخل، فالمغتربون يسهمون بجزء كبير في دعم الاقتصاد الوطني. ومن المعروف أن أغلبية المغتربين اليمنيين يقيمون في المملكة العربية السعودية بدرجة رئيسية.

على الصعيد الداخلي، كشف فخامة رئيس المجلس الرئاسي عن تعنت مليشيا الحوثي في تقاربها نحو السلام، ولا تزال في حرب تصعيدية متتالية ضد الشعب اليمني، مشيرا إلى معلومة تاريخية مهمة، تتأتى من موقعه السابق كوزير للداخلية، وهي الحضور الإيراني الخميني في اليمن الذي يرجع إلى العام 1983م، من خلال بعض العناصر الاستخباراتية التي كانت ترعاها شخصيات يمنية في الداخلة، على رأسها بدرالدين الحوثي وصلاح فليتة.

من جهة ثانية كانت طمأنته للشعب مهمة في الإشارة إلى عدم وجود خلافات سياسية بين أعضاء المجلس الرئاسي، وهي الجزئية التي كانت تلق البعض، مؤكدا أن الجميع يعملون بروح الفريق الواحد في الداخل، وأعينهم جميعا على صنعاء، رغم الصعوبات التي يلاقونها.

والحقيقة أننا جميعًا أمام ملفاتٍ معقدةٍ وشائكة، لأننا في وضع معقد للغاية، نعاني تركات ثقيلة في الفساد والمحسوبية التي تراكمت خلال الفترة الماضية، والتي تسببت فيها المليشيا الحوثية، بدرجة رئيسية، كما تسببت فيها أيضا بعض أركان الفساد في السنوات الأخيرة.

وحسنا فعل مجلس القيادة الرئاسي في توجيهاته للحكومة بمعالجة الاختلالات القائمة، وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي، وخاصة في قضيتي: المنح الدارسية والسلك الدبلوماسي الذي نخر فيه الفساد وباض وفرخ، وفي القطاعين: العسكري والأمني.

تحية لفخامة رئيس المجلس على هذه المكاشفات المهمة التي يطلع عليها الشعب بين الحين والحين، وهو ما منا نفتقده خلال المرحلة السابقة، آملين مواصلة هذه الإطلالات بين الحين والحين لإعادة الأمل للشعب اليمني.

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: حوار العليمي مع العربية: قدمنا لواشنطن أدلة دعم إيران للحوثيين وهكذا يردون

زر الذهاب إلى الأعلى