[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
شعر وأدب

سبعٌ على قارعة الحرب (شعر)

قصيدة الشاعر عبدالله الأحمدي: سبعٌ على قارعة الحرب (شعر)


وسبعُ سنينٍ والمُؤَمَّلُ غائبُ
وكلُّ سحابٍ في سمائِك كاذِب

وكلُّ ظُهورِ الانتظارِ تَقَوَّسَت
ولم يبقَ في أصلابهنَّ رغَائِب

فكم ساعةٍ أمسى الرجاءُ بِبابِها
تؤمِّلهُ في كلِّ يومٍ سحائبُ

يقشرُني ليلُ انتظاري بِنابِه
وفي جيبهِ فَجرُ اللِقا يتَثَاءب

ظمئتُ وماءُ الوصلِ يُغري بِبِعدهِ
ولَولا التَنائِي ماتلذذَ شارب

***

تيبَّستِ الأغصانُ قبل أوانِها
وجفَّت مياه الأرضِ فأخضرَّ كاتِب

ففي داخلي حرفٌ يثور فكلَّما
تنفَّست شعراً يستفيق محارب

وفي داخلي أسفارُ عمرٍ تعتَّقت
وَشَيْخٌ حكيم أنضجته التجارب

تَصِيحُ بِنا الأرضُ السعيدةُ: أن كَفى!
فقد جفَّ ظهرُ الأرضِ والسوطُ ضارب

يموتُ على أغصانِها كلُّ عازفٍ
وتحيا بها في كلِّ يومٍ مصائب

فَفِي كل صبحٍ تستفيقُ مدامعٌ
وتمشي إلى ساح القبورِ كتائب

وفي كل ليلٍ قطرةٌ من شموعنا
تقولُ بأنَّ النُورَ لا شكَّ ذائبُ

سجنِّا بلا سجنٍ قتلنا بلا يدٍ
جُلدنا بلا ظهرٍ فمن ذا نُحاسِب؟؟

نكابرُ رغم الجرح يا أرضُ فاصبري
جبالٌ وحتَّى إن دهتنا النوائب

رأيت دماً في الأرض يبكي هوانهُ
فلا هُو موهوبٌ ولا هُو واهِب

تَشَتَّتُّ من طول المسير على يدي
فلم تَدرِ كفِّي أينَ رأسيَ ذاهِب

***

وفي هَدأةِ الليلِ البهيمِ رأيتُني
على شرفاتِ الحالمينَ أراقِب

بمأذنةِ العشاقِ يرقَى بشوقِهِ
عليها من الحرب اللعينة هاربُ

ومن لهبٍ في الغاب يفلت طائرٌ
وعن غضبة الأمواج يبحر قاربُ

إلى الحب أذنَّا وقُمنا بِفرضِنا
وقد صُهرت في الركعتَينِ المذاهبُ

مددتُ يدي للشرقِ أمسحُ دمعةً
وللغربِ أخرى فاستكانَ مُحاربُ

***

أفقتُ على السبعِ السِنين ولم تَزَل
تخمِّشني في راحَتيها المخالبُ

تقولُ: ملأتُ الأرضَ قحطاً فما الذي
تؤمِّلهُ تلكَ العيون السواكبُ؟؟

وقد تَفتلُ الأقدارُ حَبلَ نجاتِنا
وَتقْطع أيدي الظلمِ واللهُ غَالِبُ

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: المجد والمأساة (شعر)

زر الذهاب إلى الأعلى