[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

لحظات مع معاوية بن أبي سفيان

د. عبدالوهاب طواف يكتب: لحظات مع الخليفة الإسلامي معاوية بن أبي سفيان


ما أكتبه يأتي من زاوية تاريخية فقط، وإنصافًا للقائد الإسلامي العظيم معاوية بن سيد قريش أبو سفيان بن حرب، أما من ناحية الدين فلا شأن لنا في اليمن إلا بالإسلام الذي تركه لنا رسولنا الكريم يوم وفاته، ولا ناقة لنا ولا جمل بصراعات قبيلة قريش على الحكم أثناء اقتتال علي ومعاوية، وصراع الحسين ويزيد على السلطة.

كما لا شأن لنا بمذاهب بني هاشم، التي قدمت لنا أديان مختلفة عن إسلامنا الحنيف، وزجت بالأمة الإسلامية في صراعات دموية ما زالت حية حتى هذه اللحظة.

والد معاوية هو أبو سفيان بن حرب، كان المعارض القوي للنبي قبل إسلامه، ثم أصبح صحابيًا مقربًا من الرسول وأهم شخصية سادت قريش، وكان قائدها المقدام في الحرب والسلم، وخبيرها الأول في التجارة، وسفيرها الأشهر إلى القبائل العربية، وصديق ملوك الروم وغيرهم.

كان قائد جيش المشركين في غزوة أحد، وقائد جيوش الأحزاب في غزوة الخندق، وهو الذي أمر بحصار المدينة في غزوة الخندق.

أسلم أبو سفيان عند فتح مكة، ونظرًا لثقله السياسي ومكانته بين العشائر، وضعه النبي في منزلة رفيعة من أول لحظة دخل فيها مكة، فقد حدد النبي ثلاثة أماكن أمنة للناس أثناء دخول جيش المسلمين إلى مكة، هي الكعبة وبيت أبو سفيان وكل منزل في المدينة، في تشريف وتكريم نبوي للرجل.

ولاه النبي على إمارة نجران، وشارك المسلمون في فتوحاتهم وغزواتهم، فاشترك في غزوة حنينٍ والطائف، ففقئت عينه يوم الطائف، ثم فقئت الأخرى يوم اليرموك، فعمي.

توفي - رضي الله عنه - عن 88 عاما، في العام 31 هـ.

تزوج النبي من ابنته رملة بنت أبي سفيان، شقيقة معاوية، وتزوّجها وهي في الحبشة، وزوّجها للنبي الملك النجاشيّ، وكانت أكثر نسائه صداقاً؛ فقد بلغ مهرها 400 دينار، أصدقها إيّاها النجاشيّ كهدية للنبي.

القائد الإسلامي معاوية: صحابي جليل وكاتب وحي النبي، وكان من أقرب الناس إليه، فقد كان سليل بيت إبن حرب، كبير بيوت قريش وأكثرها شرفا. ولاه الخليفة الأول أبو بكر الصديق قيادة جيش فتح مدن الشام، تحت قيادة أخيه يزيد بن أبي سفيان.

ثم ولاه الخليفة الثاني حكم الأردن، ثم دمشق بعد وفاة أميرها السابق أخوه يزيد بن حرب.

ثم جمع ولاية الشام كلها والأردن أثناء حكم الخليفة الثالث لدولة الإسلام الأولى عثمان بن عفان، وذلك بعد أن ذاع صيته، وعُرف بالحزم والحسم والكرم والإدارة والتعمير، والأهم أنه كان يتمتع بالواقعية السياسية، ولم يُعرف عنه الدروشة بالمرويات الدينية أو الاعتماد على النسب والقرابة في تأسيس دولة المسلمين الثانية.

أنقذ الدولة من الانهيار والحروب الداخلية؛ التي كادت أن تقضي عليها.

تمكن من إخضاع الإمبراطورية الرومانية لدولة المسلمين، بعد أكثر من 15 مواجهة عسكرية.

حكم الدولة 20 عاما، منها 16 سنة في مواجهة مستمرة مع الروم.

فتح العراق وبقية مناطق بلاد فارس، وبلاد السند، وبلاد ما وراء النهر، وآسيا الصغرى، وجزء كبير من أفريقيا. ووصلت جيوشه إلى بلاد الهند والصين وروسيا.

كان أول من أسس أسطولًا عسكريًا بحريًا لدولة المسلمين، وحاصر القسطنطينية ودفع بالدولة الإسلامية من مربع الصراعات الداخلية على الحكم إلى سهول التنافس مع الروم على حكم آسيا وأوروبا.

كان يرعى أبناء الصحابة الذين ظلوا في مكة والمدينة، وقرر لهم الرواتب المجزية كعبدالله بن عُمر والحسن والحسين ومحمد بن علي بن أبي طالب وعبدالله بن عباس. وكانوا يزورونه كل عام إلى عاصمة الدولة في دمشق.

كان رجل دولة وسياسة وحرب، وأسس دولة قوية للمسلمين لو سلمت تآمر الهاشميين( العلويون والعباسيون) مع الفرس، لكان المسلمين اليوم ينافسون الشرق والغرب على الفضاء والعلوم والتكنولوجيا.

بعد انهيار الدولة، سادت الخرافة والقداسة وعاد الفرس ليحكموا العرب من خلال العباسيين والعلويين، وباسم الدين الإسلامي.

ولذا لا تصدقوا مرويات وأساطير وأكاذيب بعض بني هاشم عن بني أمية، ولا تلتفتوا لخزعبلاتهم وتشويههم لأبو سفيان بن حرب، أو للقائد الإسلامي العظيم معاوية بن أبي سفيان بن حرب.

وبتقديري، لولا القائد العظيم معاوية، أن المسلمين ظلوا جماعة صغيرة تتدروش وتتحارب في بعض بلاد العراق، ولما قامت لهم دولة، هزت الشرق والغرب.

رحم الله جميع المسلمين.

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: التوريث لدى السلالة!

زر الذهاب إلى الأعلى