[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

من المسؤول المباشر عن إنهيار قيمة الريال اليمني؟

الارقام واضحة ومفزعه.
عندما تولت حكومة الوفاق السلطة كان الاحتياطي النقدي 5.5 مليار دولار. خلال أقل من سنتين بددت حكومة الوفاق 1.5 مليار دولار.

 

عندما استولى تحالف انقلاب 21 سبتمبر على صنعاء كان الإحتياطي النقدي يتجاوز الاربعة مليارات دولار، وخلال سنة واحدة فقط تراجع إلى 1.3 مليار دولار.

 

تآكلت المليارات الثلاثة يعود لثلاثة عوامل يتحمل تحالف الانقلاب المسؤولية المباشرة عنها:

 

- السحب المباشر من الاحتياطي النقدي لتغطية المجهود الحربي ومصروفات اللجان والتعيينات والفساد المستشري داخل الصف القيادي للحوثيين.

 

- القرار العشوائي بتعويم سعر النفط الذي ادى إلى تهافت التجار على شراء العملة وتعدد منافذ شراء النفط لتي تزيد من نزيف العملة الصعبة في اليمن.

 

- توقف انتاج وتصدير النفط الذي كان المصدر الاهم لدخول العملة الصعبة.

 

يشترك التحالف العربي في تحمل المسؤولية عن حالة الانهيار الاقتصادي الذي تعانيها البلد بسبب حالة الحصار التي يفرضها والتوقف شبه الشامل لاعمال القطاع الخاص بسبب الحرب لكن جوهر الانهيار يعود للداخل. لمغامرات تحالف انقلاب 21 سبتمبر التي قذفت باليمن في رحى حرب تصفيات اقليمية وتفكك اجتماعي وتدهور اقتصادي سنحتاج لعقود للتعافي من آثاره.

 

اذا استمرت الحرب سيتآكل ما تبقى من 1.3 مليار دولار وتنهار العملة تماما ويتهاوى الاقتصاد. والميليشيا التي بددت 3 مليار دولار في سنه على قتل اليمنيين لن تعجز عن تبديد ما تبقى في شهور.

 

من المتوقع ان يتجاوز الدولار حاجز الـ400 ريال قبل حلول رمضان خاصة ان ما قبل رمضان هو الفترة الحرجة التي يستورد فيها التجار اغلب السلع التي تغطي فترة رمضان والعيدين وما بينهما.

 

فهل سيؤدي الانهيار الاقتصادي المتوقع إلى دفع اطراف النزاع نحو تحقيق سلام شجاع وعاجل، أم أن سياسة "ما نبالي" لن ترضى بغير مغادرة الحلبة بالضربة القاضية.

 

انقلاب 21 سبتمبر هو الجريمة الكاملة في التاريخ اليمني
كم سنحتاج من سنين لنتعافى من هذه الجريمة
وكم سنحتاج من سنين لنحاكمها.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى