[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

العرب والسياسة الغربية

يصر كثير من العرب الساسة والإعلاميين والمثقفين على أن حلول المشاكل والصراعات الحالية مفتاحها عند الغرب. وصار الكثير يتخبط بين الأمم المتحدة والدول الغربية وروسيا يبحث عن حل لهذه المشاكل. فهل هذه الدول مستعدة لمساعدة العرب على الحصول على السلام والاستقرار. ناسين أن هذه الدول هي التي استعمرت الدول العربية وقاست منها الكثير. ويكفي وجود إسرائيل وسط العالم العربي بدعم وحماية هذه الدول وأن هذه الدول لها مصالح فهي ليست مؤسسة خيرية.

 

المؤسسات العربية والإسلامية غابت عن الأحداث في المنطقة. ما يجري في سوريا والعراق كارثة إنسانية يشاهدها الغرب ويصر على استمرارها. وعندما اشتد الضغط عليهم أعطوا الضوء الأخضر لروسيات وظلوا يتلاعبون بالألفاظ والاجتماعات والمؤتمرات وتم توسيع الصراع بكافة أنواعه، وكلما استدت المعاناة يتم تحريك داعش وقصصه التي فاقت ألف ليلة وليلة مثلما كانت الجبهة الشعبية وكارلوس في الستينات وبداية السبعينات. إنها مأساة هذه الأمة التي لا هوية لها. ولا يوجد رجال قادة يفكرون بمصالح شعوبهم ومصيرها ومستقبلها. الدماء تسيل والبيوت تدمر وجرائم بشعة يعجز عن وصفها الإنسان في سوريا وبعدها العراق واليمن وتهجير أنست العرب فلسطين وأهلها، ونتنياهو ووزراءه وخبراءه وكذلك بوتين يتبادون المعلومات والزيارات فيا ترى هل يدرك العرب ما يجري وراء الكواليس.

عناوين ذات صلة

 

هؤلاء الناس يريدوا أن تتحقق مصالحهم وفق استراتيجية جديدة ولن يقدموا حلاً أبداً هذا عين المستحيل. فجون كيري يقدم حلولاً متميعة عن سوريا ويستمر التماطل وإعطاء شرعية للعبادي والمالكي بجرائم ضد العراق وتهميش العرب السنة ومن أراد الحياة فعليه الولاء لإيران كما فعل رئيس مجلس النواب العراقي الجبوري وسيلحق الهاشمي في تركيا قريباً وسيتم إسدال الستار عليه. وفي اليمن يقول كيري إن الحل هو التقاسم ويتناقض ويضرب بقرارات الأمم المتحدة عرض الحائط ويتجاهلها لأن تصويته عليها ما هو إلا ذر الرماد في العيون وهي ليست بأحسن من القرار 242 و338 بخصوص فلسطين، وهو من وعد السودان بإسقاط العقوبات عنه في حال الموافقة على الانفصال وتراجع ووعد سيلفا كير بجنة وسعادة وتخلى عنه وتركه ومشار للحرب والجوع والتهجير.

 

هذه الدول أطماعها لن تنتهي في آسيا وأفريقيا ولديها أجندة تقف ورائها لوبيات ذات مصالح كبيرة ودور اللوبي الصهيوني الذي وصفه بول فندلي بكتابه من يجرؤ على الكلام. الغرب دعم إيران وطلب منها أن تقوم بواجبها تجاه العرب وتتلاعب بهم وتشعل نيران الحروب، وإسرائيل جاءتها فرصة لا تحلم بها. ولكن ما المخرج مما يجري وخاصة أن إيران وداعش أذاقت ومليشيات إيران الشيعية من حزب الله إلى الحشد إلى الحوثيين إلى كتائب العباس إلى جيش بدر ... إلخ والحرس الثوري وفيلق القدس وما أكثرها وحليفها وصنيعتها داعش باعتراف الغرب تذيق الناس المرارة أشد من غزو هولاكو وجنكيز خان وتهديد واستنزاف المنطقة والحلول الغامضة في مجلس الأمن والمبعوثين الدوليين في ليبيا وسوريا واليمن هدفهم تمييع وتطويل الأحداث وتخدير العرب وهو ما لا يدركه هذه الحروب استنزاف. واليمن لا يراد لها الحل أبداً وإنما هو استنزاف دول الخليج وإضعافها واستفزازها لحرب مدمرة مع إيران. والعرب ليس لهم حل إلا حسم الأمور بدون تأخير واستخدام نفوذهم وإصلاح المؤسسات وتحرك دبلوماسي قوي يضغط على جميع الأطراف للحل.

 

نحن بحاجة إلى لجنة مصالحة إسلامية تحل مشاكل ليبيا واليمن وسوريا والعراق تحافظ على التوازن والعدل وتضغط على هذه الدول على جميع الأطراف والمؤسسات الدولية وتشرك معها أكبر قدر من الأصوات وبقوة لمنع الصراعات والحروب والمنطقة ما أسباب حروبها إنه الفقر والجهل والتخلف الذي دمر المنطقة.

 

آن الأوان للنهوض بالشعوب وتوعيتها وحمايتها. آن الأوان لتحرك للعقلاء لمصالح الأمة ووقف الحروب ونزيف الدماء. الحروب دمار وفقر ولاجئين ومشاكل لا نهاية لها. دول جوار الحرب تعاني الكثير وعليها أعباء كبيرة ومعاناة فماذا صنع الجميع ولماذا لا يتم التحرك عن طريق منظمة التعاون الإسلامي بالتعاون مع مجلس التعاون الخليجي للبحث عن صيغة للخروج من النفق فعسى الله أن يفرج ويبارك . والعودة إلى الله هو مالك الكون وخالقه وليس الغرب ولا مجلس الأمن وروسيا. المفتاح يبد الله لأنه الأقوى والأرحم عودوا إليه بصدق وسترون رحمته وعفوه وكرمه.

زر الذهاب إلى الأعلى