[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

تعالوا إلى كلمة سواء

خياران لا ثالث لهما..، أن يستمر هذا العبث في عموم محافظات اليمن دون استقرار أو ازدهار في أي منطقة وإلى أجل غير مسمى، أو أن نبدأ ومن الآن في خطوات عملية ممكنه ومرنه تكون بمثابة فتحةً للنور في هذه العتمة.

حضرموت وبفضل الله وظروفها المواتية، استطاعت اليوم أن تتقدم خطوة في اتجاه فتحة النور وسط تباين في الآراء ووجهات النظر، غير أن كل ذي عقل ونفس سليمة لا يستطيع إلا أن يبارك هذه الخطوة وهذا المؤتمر الذي سينعكس نجاحه على مختلف الأقاليم والمحافظات.

إعلان الحضارم عن رغبتهم في تدشين إقليمهم مستقلا بذاته هو بمثابة الإجراء اللازم من أجل سير العجلة، وهو لايعني بحال من الأحوال انفصالهم عن شبوة والمهرة سقطرى في إطار الإقليم، بل سيظل الباب مفتوح أمام تلك المحافظات للانضمام لإقليم حضرموت حين يتفقون على ذلك فيما بينهم أولا.

مابين حضرموت وأخواتها (شبوة، المهرة، وسقطرى) أكبر من أي نقص في الفهم، ويتجاوز أي تلاعب أو ضغينة سامجة يحاول البعض الوشاية بها، ولكن كان من الضروري أن تكون الخطوة جريئة وسريعة وعلى القافلة أن تسير، ويستطيع من شاء اللاحق بها متى ما أراد، ولا أريد أن أستشهد بالمقولة الشهيرة التي تحث القافلة على المسير رغم نباح البعض!

الجِدال بمخرجات الحوار والدستور هو جدال بكملة حق يُراد بها باطل، وكمن يطالب بموت الجميع غرقا تضامنا مع من لا يعرف السباحة !!، ليس في ذلك انقلاب أو خيانة، فحين ينجو أحد أعضاء الفريق بنفسه يستطيع مد يد الإنقاذ والمساعدة للبقية، بعد أن يتمكن من وضع رجليه على الأرض ويخلص بنفسه أولا.

نحن في واقع جديد فرضته الحرب وشهدته البلاد بعد الانقلاب، ومن السذاجة أن نظل مصرّين على نفس العلاج الذي كتب لحالة المريض قبل كل هذه التغيرات الجوهرية، صحيح مازلنا نرى مخرجات الحوار من المرجعيات لحل الأزمة ولكنها لم تعد مفصّلة على الواقع الجديد، وبحاجة ماسة إلى بعض التغيير، ليس أدناها أن يدشّن الحضارم إقليمهم بمفردهم.

لا داعي للقلق من حضرموت، دعواها تقف على قدميها ولن تكون إلا وفيّة مع الجميع، فقد عانت الكثير وصمتت بما فيه الكفاية، وهذا لا يعني أنها الوحيدة بهذا الاستحقاق، بل سيحترم الحضارم رغبة كل الأقاليم والمناطق في المطالبة بحقوقهم من أجل رسم ملامح الوطن القوي من أقصاه إلى أقصاه.

أمام الحضارم تحديات كبيرة، ورؤيتهم هذه بحاجة إلى جهد متكامل من التنفيذيين والنخبويين، أمامهم مسؤولية كبيرة بأن يقدموا نموذجا ملهما لبقية المحافظات والأقاليم، فالجميع يترقّب وينظر إلى هذه التجربة، وسيكونوا في الغد مابين سعيد بانتصارهم ونموذجهم ومتربّص واهم بعثرتهم.

بسم الله، وعلى بركة الله.

زر الذهاب إلى الأعلى