[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

مكافحة الأسباب لا محاسبة النتائج

هناك حقائق يجب الإعتراف بها وعدم التسليم بها لا يلغيها بل يزيدها اشتعالآ حتى تكاد تحرق من ينكرها!

والجنوب وقضيته العادلة أبرز الحقائق ومالحق به من ظلم وإقصاء وتهميش هي شواهد ودلائل لما يعتمل به الآن من زخم ثوري وحراك شعبي متواصل ولعدة سنوات تثبت بما لايدع مجالآ للشك أن هناك شرخآ في النفوس قبل الجغرافيا وجرحآ لايندمل بمسكنات ومهدئات وقتيه بقدر مايزيده عمقآ وألمآ وأن الجراح الماهر لم يوجد حتى الآن أو أنه وجد ولكن أدواته الجراحية غير متوفره أو انه اصلآ لا يملك من العلم والمعرفه والتخصص ما يمكنه من عمل شيء ما بل بالعكس إن عدم إدراكه هذا قد يقود الجرح اصلآ للتعفن وعندها يستوجب البتر كحل أخير ووحيد !

إخواني..
إننا ونحن ندافع عن اهدافنا ومبادئنا التي كنا ولا زلنا نؤمن بها عن قناعة لا يجب علينا إغفال الدوافع التي يتمترس حولها معارضونا من الطرف الآخر وأن نتعاطى معها تعاطيآ منطقيآ ليس فيه أحكام مسبقه أو نوازع شخصية أو مناطقية أو حتى فكرية!!!!

ثمة أمر ذا أهميه وهو أننا الآن لا نملك للدفاع عن آرائنا وأفكارنا ومبادئنا إلا أقلامنا ندون بها ونناقش ونحاور ونتفق ونختلف لكنها تظل في الأخير شعارات لا نمتلك الأدوات التي تمكننا من تطبيقها بنفس الحماس الذي نملكه حقيقة لا كذبآ وإخلاصآ لا رياء فيه وفي هذا الجانب يجب علينا أن نستعيد زمام المبادرة !! ستقولون كيف؟

وأقول أنه ولكي يراك معارضوك منصفآ بل وصادقآ لا يجب عليك ان تفند آرائهم فقط وإن كان هذا مطلوبآ في بعض المراحل إلا أنها لا تؤدي دورها على المستوى البعيد وإليكم مثال واحد ولا زال عالقا في أذهان الكثير منا وهو أنه وعندما كان الحراك في اوج قوته وجاءت الثورة الشبابية لا لتفند آراء المعارضين بل جاءت لتقارع أسباب نشؤ أفكارهم وآرائهم ودوافعها أصلآ ولهذا كان وقعها أشد واجدى ولو أنها إستمرت بزخمها الثوري بعيدآ عن التأثير السياسي عليها والذي أراه حقيقه دواء مرآ لا بديل عنه إلا أنه أتى بنتائج ليست في مستوى الطموح في مسألة تغيير قناعات المعارضين !!!

والآن علينا أن نجعل من هذه الفكرة هي شاغلنا وهي مكافحة الأسباب لا محاسبة النتائج ومحاكمتها إلا في أضيق الحدود لكي لا تكون كلماتنا عبارة عن شعارات جوفاء لا صلة لها بالواقع هذا أولآ ولكي تمثل أفكارنا ومبادئنا وتوجهاتنا الجديدة في مكافحة الأسباب دافعآ قويآ لصانع القرار في إتخاذ التدابير والإتجاه للعمل الملموس الذي نستطيع من خلاله إقناع الآخرين بما نرفعه وبما نعتقد أنه الصواب.
دمتم ودام اليمن سالمآ

زر الذهاب إلى الأعلى