[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

ما قبل حصار دماج وما وراءه

قال تعالى: "ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاءه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد لهُ عذاباً عظيما"..وقال أيضاً: "أدعو ربكم تضرعاً وخفيه إنه لا يحب المعتدين، ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وأدعوه خوفاً وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين"..

فإذا كان الله سبحانه وتع إلى قد نهى عباده أن يعتدوا حتى في دعائهم وتضرعهم له،لأن الاعتداء جناية، والدعاء عباده، ولا يتقرب إلى الله إلا وفق ما شرع، وهو سبحانه لم يشرع الظلم وقتل الأبرياء وإثارة الفتن شعار الفساد..

هنا ومما أوجب البيان، هو ما بلي به اليمنيون من العصابات (الحوثية) التي اتخذت من بلاد اليمن – مخابئ لها – لإقامة الحروب وإشعال الفتن، حصار دماج وقتل العشرات في جرأة سافرة مستفزة، استجلاب المجاميع المسلحة، إقامة الحروب في أكثر من منطقة في محاولة للسيطرة الكاملة على تلك المناطق، وغير ذلك من أفعال العداء الذي أصبح كضوء الشمس في قارعة النهار يزداد يوماً بعد آخر..

ثم حق لكل يمني أن يتساءل: كيف أن جماعة قليلة كانت شيئاً لم يكن، يمكن أن تصمد هذه الفترة الطويلة؟ دون مساعدة خارجية مستمرة، وبتواطؤ واضح من بعض المستفيدين أو المعنيين التابعين لهم؟.

إن الكثير من المتابعين في شأن هذه الفئة (الحوثية) يدرك السر الحقيقي والبعد الاستراتيجي لإقدام الحوثيين على حصار دماج، وتوسع عصاباتهم المسلحة في بعض المناطق اليمنية، سيما حروبها السابقة التي كلفت البلاد آلاف الأرواح وخسائر مالية كبيرة ما هو إلا ضمن سلسلة من الحلقات الممتدة افقياً ورأسياً لتشمل المنطقة اليمنية برمتها.. وتتحرك بتأثير أطماع أسرية عنصرية سلالية، وأحقاد طائفية..

المسألة ليست مجرد حصار لمنطقه – يقولها أكثر المحللين السياسيين – ويعلمها كل ذي لب في شأن هذه الفئة وسرعة انتشارها بشكل لا يستوعبه العقل.. المسألة لها بعد محلي يتمثل في الرغبة الجامحة للسيطرة على البلاد وحكمها واستعباد أهلها دونما حاجة للأقنعة. ولها بعد إقليمي يتمثل في ارتباطها الوثيق بأصحاب (المخطط الصفوي) لابتلاع العالم الإسلامي، الواضح للعيان من خلال أذرعه الموزعة هنا وهناك..

مرحلة صعبة وحرجة، وعوائق بحجم التحديات، تمر بها (اليمن) جاءت متزامنة مع أهداف وأطماع خارجية، وقوى دوليه تحلم باستعادة أمجادها وبسط نفوذها وسيطرتها، فاليمن بالنسبة لها بعداً حيوياً وإستراتيجياً هو الأهم على الإطلاق...

إذن نحن الآن أمام أمراً واقعياً وليس فرضاً نظرياً.. فإذا كان مبدأ الحرب هو الخيار الأخير فقد قيل قديماً (أخر العلاج الكي) مع أننا لا نحبذ حلول الآلة العسكرية، ونسعى بحلول سلمية تجنب الوطن والمواطنين نتائج الاقتتال وويلات الحروب وخسائرها. وفي نفس الوقت لا نقبل على أنفسنا إسلاماً مصدراً وجديداً، أو العودة إلى أيام الإمامة والضلال، ولن نقبل بأن تكون بلدنا مرتعاً للإرهاب، وأمننا ومستقبلنا في خطر جراء شعارات خداعة لا تهيب العدو بقدر ما تقتل الأبرياء المسلمين..

وأخيراً كما يقال (رب ضارة نافعة ) فلولا تحرك جماعة الحوثي وعصاباته المسلحة بالشكل الذي رأيناه، لما عرف الجميع سوء نواياها وخطرها على المسلمين الآمنين، وعلى الوطن بأجمعه.. نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يحفظ لنا بلادنا وأمننا وأماننا وسلمنا وإسلامنا ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.

زر الذهاب إلى الأعلى