[esi views ttl="1"]
arpo28

الحوادث السبب الأول للوفيات في قطر

كشف الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة الصحة العامة بالمجلس الأعلى للصحة أن الحوادث والإصابات تشكل السبب الأول للوفيات في دولة قطر، مشيرًا إلى أن إحصائيات السجل الوطني للإصابات في مؤسسة حمد الطبية تؤكد أن السبب الأول للإصابات لدى الأطفال منذ الولادة حتى سن التاسعة عشرة هي السقوط والوقوع يتبعها الحوادث المرورية ومعظمها من الذكور.

وأكد أن دولة قطر أولت الحوادث والإصابات أهمية كبيرة، حيث تم إدراجها ضمن الإستراتيجية الوطنية للصحة 2011-2016، وإضافة إلى حرص القطاع الصحي بالكامل على تضافر الجهود لمواجهة الظاهرة بعمل سجل وطني للإصابات والحوادث والقيام ببرامج وطنية توعوية للوقاية منها.

جاء ذلك خلال ورشة تدريبية نظمها المجلس الأعلى للصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية حول الوقاية من الحوادث والإصابات، وذلك بفندق جراند دوحة هيرتدج.

وقال الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني في كلمة افتتح بها أعمال الورشة إن أهمية الورشة تتجلى في أن الوقاية من الإصابات أصبحت مشكلة عالمية، حيث إنها تودي بحياة ما يقرب من 5 ملايين شخص سنويًا، وأن الدراسات أثبتت أنه إذا استمر الوضع على هذا الحال، فإن الوفيات الناتجة عن إصابات حوادث الطرق والإصابات المتعمدة وغير المتعمدة مثل السقوط والغرق ستكون من الأسباب الرئيسة للوفيات في العالم.

وأشاد الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني بما قامت به وزارة الداخلية من تشكيل للجنة الوطنية للسلامة المرورية وقيام وزارة العمل بتشكيل لجنة السلامة والصحة المهنية، اللتين ضمتا أعضاءً من المؤسسات ذات الصلة؛ لوضع إستراتيجية موحدة تهدف إلى تقليل نسبة الحوادث والإصابات في قطر.

من جانبها، قالت الشيخة الدكتورة العنود بنت محمد آل ثاني مدير تعزيز الصحة والأمراض غير الانتقالية بإدارة الصحة العامة بالمجلس الأعلى للصحة إن الكثير من الدول المتقدمة في مجال الوقاية من الإصابات والحوادث وضعت إستراتيجيات وخططًا وأهدافًا تعمل على تحقيقها وتتابعها من أجل تقليص عدد الحوادث ومن ثم تخفيض عدد الإصابات.

وأضافت أن دولة قطر من الدول المهتمة أيضًا بهذا الجانب، من أجل الحفاظ على الأرواح والممتلكات، موضحة أن جانبًا من هذا الاهتمام يتمثل في عقد ورش عمل تدريبية وتعليمية للمختصين لاطلاعهم على آخر المستجدات في هذا المجال.
وأكدت الدكتورة هالة صقر استشاري منظمة الصحة العالمية أن الإصابات تحصد أرواح أكثر من 5 ملايين شخص سنويًا بما يُعادل 10% من إجمالي الوفيات على مستوى العالم، وهو ما يزيد بنسبة 37% عن الوفيات المرتبطة بأمراض الملاريا والسل ونقص المناعة المكتسب (الإيدز) مجتمعة.

وأضافت أن الإصابات في منطقة شرق المتوسط والوفيات الناجمة عنها تزداد بشكل كبير، وأن حوادث الطرق تُعتبر أحد أكبر أسباب القلق بشكل عام في المنطقة.

وأشارت الدكتورة هالة إلى أن منطقة شرق المتوسط وإفريقيا بهما أعلى نسبة وفيات ناجمة عن الإصابات بين جميع المناطق على مستوى العالم، حيث تبلغ 32 حالة وفاة لكل 100 ألف من السكان.

ولفتت إلى أن حجم المعاناة لا يتوقف في المنطقة عند الوفيات الناجمة عن الإصابات فقط، بل يمتد إلى الكلفة الاجتماعية والاقتصادية للشخص الذي يظل مصابًا لفترة طويلة.

ونوهت إلى أن منظمة الصحة العالمية واستشعارًا بخطورة هذه المسألة اتخذت العديد من القرارات والإجراءات للوقاية من الحوادث والإصابات، داعية جميع صناع القرار في العالم إلى توفير كافة أشكال الدعم لمواجهة هذا الخطر الذي يُهدد الكثيرين في المنطقة.

ويسعى المجلس الأعلى للصحة إلى بذل كافة الجهود من خلال مختلف الفعاليات التي يُنظمها أو يُشارك فيها لتعزيز الوعي الصحي؛ للوقاية من مختلف الأمراض والإصابات؛ انطلاقًا من أن الوقاية خير من العلاج.

وشارك في الورشة خبراء عالميون في الحد من الحوادث والإصابات من منظمة الصحة العالمية، وذلك بحضور عدد من القيادات المهتمة بالجانب الوقائي من الحوادث من دول الخليج ووزارات وهيئات مختلفة بالدولة.

ويتمثل الهدف من عقد الورشة في تصميم برنامج وقائي شامل ومتابعته عن طريق التقييم، وتعزيز الوقاية من الإصابات والحوادث عن طريق تدريب القيادات وأصحاب الاختصاص، وتعزيز الوقاية والسيطرة والحماية من الحوادث والإصابات، ووضع طرق مختلفة للتعامل مع أنواع الحوادث (المنزلية، الطرق، العمل)، وإبراز أهمية جمع المعلومات الخاصة بالحوادث والإصابات واستخدامها بالطريقة التي تخدم الوقاية وزيادة الوعي بمخاطرها.

زر الذهاب إلى الأعلى