[esi views ttl="1"]
رئيسية

روسيا: بوتين وميدفيديف يتبادلان الكراسي "رايح جاي"

رشح الرئيس الروسي العائد للكرملين فلاديمير بوتين أمام البرلمان الاثنين، سلفه ديمتري مدفيديف لرئاسة الحكومة الروسية، على أن يحتفظا بمنزليهما، ولن يتم تبادلهما.

وإذا تم تنصيب ميدفيديف كوزير أول لروسيا، فسيضمن حزب روسيا الموحدة الذي ينتمي إليه الرجلان البقاء في قيادة روسيا إلى سنة 2018. وسيكون هذا الحزب الذي اسسه بوتين سنة 2001، بذلك، قد حكم روسيا لمدة تناهز العشرين سنة مرشحة بدورها للإطالة أكثر إذا ما تمكن بوتين في نهاية تلك السنة من الترشح لدورة رئاسية إضافية، لتطاول مسيرة الحزب الروسي مع حكم روسيا حينئذ مدة تتجاوز الربع قرن.

ويقول مراقبون إن هذه المدة الطويلة تلغي اي فرق ممكن بين أن تهيمن قيادة سياسية بواسطة صندوق الاقتراع، أو بواسطة القبضة الحديدية في نظام استبدادي يحكم بقوة العسكر، خاصة مع ما يشوب الانتخابات الروسية من تزييف كما تردد المعارضة في كل مرة وآخرها في الانتخابات الرئاسية الماضية التي انتهت بعودة بوتين إلى حكم روسيا.

ولا تعتبر عملية تبادل السلطات بين بوتين وميدفيديف الأولى بين الرجلين وهي أشبه بقطار "رايح جاي"، ذلك أنهما تبادلا الأدوار في الانتخابات السابقة.

وتولى بوتين منصب رئيس روسيا لدورتين متتاليتين بين عامي 2000 و2008، غير أنه رفض خوض الانتخابات من أجل دورة ثالثة، رغم أن الدستور الروسي لا يمنعه من ذلك، وعوضاً عن الترشح، سمح لميدفيديف أن يخلفه في الحكم لفترة رئاسية.

وكان بوتين قد أصبح قبل ذلك، في أغسطس 1999، رئيسا لحكومة روسيا الاتحادية وذلك باختيار من الرئيس بوريس يلتسن. وتولى اختصاصات رئيس روسيا الاتحادية بالوكالة منذ 31 ديسمبر 1999 بعد استقالة الرئيس يلتسن.

وفي عام 2007، اختار حزب روسيا المتحدة، الحزب الحاكم، رسميا النائب الأول لرئيس الوزراء دميترى ميدفيديف، مرشحاً لخوض الانتخابات الرئاسية التي جرت في مارس من ذلك العام.

وأعرب بوتين، الرئيس الروسي آنذاك، عن دعمه القوي لذلك، ليستجيب لدعوة مقابلة من ميدفيديف له بتولي منصب رئيس الوزراء بعد مغادرته رئاسة البلاد حال فوز ميدفيديف بتلك الانتخابات.

وحينها، قال بوتين خلال مؤتمر للحزب "إذا منح المواطنون الثقة لميدفيديف واختاره رئيساً لروسيا، سأكون مستعدا لقيادة الحكومة".

وفي إبريل 2012، ووسط خطوة متوقعة، دارت العجلة مرة أخرى، وتبادل بوتين وميدفيديف، الأدوار ثانية، إذ عين بوتين، الرئيس الروسي المنتخب، الرئيس المنتهية ولايته ميدفيديف خلفاً له في رئاسة حزب روسيا الموحدة الحاكم.

وقال بوتين أمام قادة الحزب في موسكو إن ميدفيديف يجب أن يترأس الحزب ويشغل منصب رئيس وزراء روسيا القادم بمجرد أن يترك منصب الرئيس.

وهكذا، عاد بوتين ليستلم سدة الحكم في الكرملين، للمرة الثالثة في حياته السياسية، غير أنه سيحكمها هذه المرة لستة أعوام.

غير أن تبادل القصر، لن يصاحبه تبادل للمساكن، إذ سيحتفظ كل منهما بمنزله الذي يسكنه حاليا، وفقاً لموقع أنباء موسكو على الإنترنت.

ويسكن بوتين حتى اليوم في "نوفو أوغاريوفو" أما ميدفيديف ففي "غوركي 9"، وهذان المنزلان يقعان في منطقة "روبلوفكا" على بعد 10 كيلومترات عن موسكو.

وصرح فلاديمير كوجين في لقاء حصري لوكالة الأنباء "نوفوستي" قائلا: "لن يحدث أي تغيير بهذا الخصوص في حال أصبح ميدفيديف رئيسا للحكومة ".

وأشارت الوكالة إلى أن بوتين يقطن في منزله هذا منذ كان رئيساً لروسيا في ولايتيه السابقتين "2000 – 2004 و2004 – 2008".

وحذا ميدفيديف حذو بوتين في هذا الموضوع إلا أن منزله كان أصغر من منزل بوتين ولضرورة تأمين "المساحة الكافية" لعقد لقاءات العمل، تم توسيع البناء بإضافة أجزاء جديدة ودام البناء مدة عامين.

زر الذهاب إلى الأعلى