[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

اليمن يلتزم بإصلاحات سياسية واقتصادية والقوى الكبرى تدعمه ضد القاعدة

يعقد بالعاصمة البريطانية مؤتمر دولي يتناول الوضع في اليمن وسبل دعم حكومته لمحاربة تنظيم القاعدة، ومواجهة أسباب الفقر التي تعتبر العامل الرئيسي في استقطاب العناصر المؤيدة للجماعات المسلحة.

وأكدت مصادر رسمية بريطانية أن الهدف الأساسي من المؤتمر -الذي يعقد في لندن بوقت لاحق الأربعاء- توجية رسالة واضحة تؤكد دعم المجتمع الدولي لليمن في حربه ضد ما يسمى الإرهاب والدفع باتجاه تنفيذ الإصلاحات والتنمية الاقتصادية المطلوبة.

وبموجب مسودة البيان المزمع صدوره عن المؤتمر، أعربت القوى الكبرى عن التزامها بدعم صنعاء في حربها ضد القاعدة كما أقرت بالحاجة إلى التعامل مع التحديات المتنامية في اليمن وإلا هدد ذلك الاستقرار الإقليمي.

ومن جانبه اعترف اليمن في مسودة البيان بالحاجة الملحة للإصلاح
الاقتصادي والسياسي، وقال إنه سيواصل المحادثات مع صندوق النقد
الدولي في إطار برنامجه الإصلاحي.

ويشارك بالمؤتمر مجموعة الدول الثماني ودول الجوار اليمني في مجلس التعاون الخليجي إلى جانب كل من مصر والأردن وتركيا بالإضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

أجندة المؤتمر
وأوضح إيفان لويس من مكتب وزير الخارجية البريطانية، في تصريح له، أن اليمن ليس دولة منهارة أو عاجزة ولكنها ضعيفة الأمر الذي يستدعي تقديم الدعم العاجل لها مبكرا لمنعها من التحول إلى دولة غير قادرة على ضبط أمورها وأمنها.

وأوضح المتحدث البريطاني أن المؤتمر-الذي سيعقد على مدى ساعتين- سيبحث في آليات دعم الحكومة اليمنية اقتصاديا عبر توفير فرص العمل وتحسين ظروف التعليم والخدمات الصحية وفرض سيادة القانون والدولة.
ووفقا لمصادر إعلامية، من المنتظر أن يطرح المشاركون بالمؤتمر قضايا الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري باليمن بما فيها مكافحة الفساد.

ويبحث المؤتمر تداعيات تراجع عائدات النفط التي من شأنها إضعاف قدرة الحكومة على توفير الخدمات الأساسية، وبالتالي إمكانية استغلال الجماعات المسلحة مثل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية هذه الظروف لتجنيد المزيد من الموالين لها.

وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون هو من أطلق فكرة المؤتمر في أعقاب محاولة النيجيري عمر فاروق عبد المطلب تفجير طائرة أميركية متوجهة من أمستردام إلى ديترويت يوم 25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي مما أثار مخاوف من تحول اليمن في ظل الأجواء المضطربة بالصومال إلى منطلق للهجمات التي تهدد المصالح الغربية في المنطقة.

يُذكر أن مؤتمرا مشابها عقد في لندن عام 2006 تعهدت الدول المشاركة فيه بتقديم خمسة مليارات دولار، بيد أن صنعاء لم تتسلم سوى جزء بسيط من هذه الأموال بسبب المخاوف الغربية من الطريقة المحتملة لإنفاق هذه المبالغ.

الدور الأميركي
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد وصلت في وقت سابق الأربعاء إلى اليمن للمشاركة بمؤتمر اليمن ونظيره الذي سيعقد غدا بشأن أفغانستان.

وتزامن وصول الوزيرة مع تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست قالت فيه أن الرئيس باراك أوباما وافق على إجراء عمليات عسكرية سرية مع القوات اليمنية، وأنه بدأ عمليا تفيذ هذه العمليات منذ أسابيع كان أخرها غارة أسفرت عن مقتل ستة من قياديي القاعدة.

وأضاف التقرير أن الولايات المتحدة تتقاسم المعلومات الاستخبارية الحساسة مع الأجهزة اليمنية المعنية بما فيها الاستطلاع الإلكتروني والخرائط الثلاثية الأبعاد لمواقع القاعدة باليمن، ناقلا عن مسؤول أمني يمني تأكيده بهذا الخصوص لكن ضمن قيود معينة تحدد طبيعة مشاركة القوات الأميركية على أرض الميدان.

وكشف مسؤولون بإدارة الرئيس أوباما أن الأخير يخطط لمضاعفة الدعم العسكري لليمن لمحاربة القاعدة عبر تقديم برنامج مساعدات اقتصادية لمواجهة محاولات استقطاب الشباب اليمني في صفوف ما تسميه واشنطن الإرهاب.

زر الذهاب إلى الأعلى