[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

الاستاذ الرباعي رمز المعارضة في اليمن في ذمة الله

القائم بالاعمال بالاصالة في بريتوريا السفير أحمد حسن بن حسن يكتب في نشوان نيوز عن الاستاذ الرباعي رمز المعارضة في اليمن في ذمة الله


خلال هذا الاسبوع كان رحيل الاستاذ القدير محمد عبد الرحمن الرباعي إلى ذمة الله بعد رحلة طويلة من العمر والمرض على فراش الموت ، ليستقبله بعد عذاب طويل كرمز للمعارضة و ليذكر الاجيال اليمنية الحالية ماهي النتائج السلبية لاى معارضة ولاى حكم فاسد ، وخاصة وان تلك الاجيال لم تعاصر فترة المعارضة السابقة.
الاستاذ الرباعي كان معارضا للامامة وحكمها المستبد ، فكان مصيره الرحيل والنفي إلى عدن . ليكون هناك بجانب المعارضة السياسية للامامة والتدريس كوظيفة ، بجانب زملائه المعارضين ايضا والهاربين من ظلم الامامة ومنهم الاساتذة الشيخ قاسم غالب احمد و على عبد العزيز نصر و احمد المروني ومحمد الفسيل وامين هاشم ، وقادة النضال اليمني الذين سبقوهم ضد الامامة النعمان والزبيري والذي كان قد وصف النعمان بالصانع الاول لحركة الاحرار اليمنيين .
وكان من تلاميذاتهم بعض الرموز السياسية مثل د. قاسم سلام وعثمان عبد الجبار راشد واخرين في خمسينات القرن الماضي . وعاد ما قبل الثورة السبتمبرية لينظم إلى كادر الخارجية في تعز.
وكان معارضا للرئيس السلال وفترة حكمه وللوجود المصري في اليمن ، فكان الرحيل والنفي إلى عدن وللمرة الثانية اولا ، ومن ثم إلى بيروت ثانيا ، لينظم إلى مايسمي بكتلة القوى الثالثة و كان هذا التكتل انشق من الصف الجمهوري و ضد الرئيس السلال الرئيس الاول بعد ثورة 26 من سبتمبر المباركة والمصريين وضد الملكية.
وكانت هذه القوى تتشكل من الشيخ سنان ابولحوم واحمد محمد باشا وحسين المقدمي واحمد جابر عفيف وبيت ال الوزير وبيت ال نعمان وطه مصطفي وجميل وعبد الكريم محرم... الخ و والذين قادوا حملة ضد اعتقال الحكومة اليمنية وبعض القادة العسكريين والمدنيين في السجون المصرية وفي مقدمتهم الاستاذ النعمان وحسن العمري اما القاضي الارياني فقد حظي بحبس الاقامة الجبرية بالاشتراك مع قوى سياسية اخرى يسارية مثل د. العطار للمطالبة بالاقراج عنهم في ستينات القرن الماضي .
وكان المرحوم الرباعي معارضا لانتخاب الرئيس الغشمي في البرلمان وكان مصيره اكثر حظا من مصير زميله في البرلمان المناضل البعثي سلطان القرشي ، والذي عارض معه في البرلمان انتخاب الرئيس الغشمي والذي كان مصيره الاختفاء القسري حتي اليوم في سبعينات القرن الماضي .
والسبب معروف كان احدهما له القبيلة التي تحميه بالاضافة إلى رموز سياسية وقبلية متنفذة حمته من مصير زميله في المعارضة لذلك الانتخاب الا وهو الاختفاء القسري ، والذي لم يتوفر للاخر ، فالاول حيث كان له علاقات جيدة مع الشيوخ ال الاحمر و ال ابو لحوم و ال المطري ، بالاضافة إلى قرابته مع ال الهادي امين الخزينة العسكرية المعروف والذي كشف كيف كان الرئيس الشهيد الحمدي ، وامانته في توريد كل ريال وكل دولار يتلقاه من الخارج إلى خزينة الدولة والخزينة العسكرية ، كان كل ذلك من تلك القوى حماية له من مصير تصفية زميله القرشي المعارض الاخر .
وكان المعارض الوحيد بعد اختفاء زميله في البرلمان سلطان القرشي لانتخاب صالح فكانت يده ، الوحيدة هي التي رفعت ضد ذلك الترشيح لصالح وكان يفتخر بذلك ، بعد اختفاء يد زميلة القرشي ، اللذين عارضا معا ترشيح الرئيس الغشمي ، وكانت يده الوحيدة للمعارضة في هذه المرة في انتخاب الرئيس في البرلمان اليمني مجلس الشورى ، والذي تم تعينه من الغشمي نفسه ، ولقي نفس الحماية السابقة من التصفية لنفس الاسباب .
مع استمرار معارضته لذلك الترشيح لصالح ، وبعد ان عارض سلفه الغشمي ايضا سمعت من وزير الخارجية المخضرم المرحوم عبد اله الاصنج في حينه ، يقول عينوا هذا المعارض سفيرا في جيبوتي الذي يحب المعارضة للمعارضة لدرجة انه لو اراد ان يعارض رجليه لفعل . وبالفعل عرض على المرحوم هذا المنصب سفيرا في جيبوتي ورفضه ، وكأنهم ندموا على تعينه في مجلس الشوري ولو علموا انه سيكون معارضا فيه لما عينوه اصلا .

ومن ثم بعد فترة ومن رحيل الاستاذ الاصنج عن وزارة الخارجية تم ترشيحه للسفارة في هولندا في عهد وزير الخارجية الاستاذ على لطف الثور ، الذي جاء بعد د. حسن مكي الذي كان خلفا للاستاذ الاصنج . بل انشئوا هذه السفارة كسفارة جديدة بعد ان تم اتخاذ قرار قفل السفارة في بروكسل ليكون اول سفيرا يمنيا في لاهاى وسفيرا غير مقيم بروكسل والاتحاد الاروبي ودوقية لوكسمبورج والدول الاسكندفانية ، ومنفيا فيها لقرابة 14 عاما وعاصر عدة وزراء خارجية في تلك الفترة ، وعاصر فيها عهد التشطير وعهد الوحدة اليمنية المباركة . وعاد إلى البلاد و كمعارض لحكم صالح من جديد .
وبعد الوحدة المباركة تم اعادة فتح السفارة في بروكسل والتي يتبعها الاتحاد الاروبي والتمثيل غير المقيم في دوقية لوكسمبورج . فالمعارضة اى كانت فهي في دمه تسري في وريده كما قالها الاستاذ الاصنج ، والذي نال نصيبا ايجابيا من معارضة المرحوم لصالح عندما اصبح الاستاذ الاصنج في قفص اتهام صالح نفسه ، والتعرض لنيل عقوبة الاعدام بالتهمة الكيدية التخابر والخيانة ، فكتب المرحوم إلى صالح مثلما كتب الاستاذ النعمان الصانع الاول لحركة الاحرار اليمنيين لنفس الغرض وهو الدفاع عن الاستاذ الاصنج فقال الاول اى المرحوم الرباعي في رسالته لصالح للدفاع عن الاصنج ، اذا كان مصير الاصنج سيكون مصيره الاعدام وهو يمثل اليد الاولي للسلطة لحكمك اى صالح فان من يعملون معك الان و من هم من حولك سوف يتخلون عنك لانهم قد رأوا بام اعينهم ماذا كان مصير الاصنج المقرب منك جدا ، وسيتخلون عنك واحدا بعد الاخر ومن تعتمد عليهم ستجدهم قد انتفضوا وهربوا من حولك .
اما الاستاذ النعمان الصانع الاول لحركة الاحرار اليمنيين فقال في رسالته للدفاع عنه والمطالبة بالافراج عنه بما معناه لو كان للاستاذ الاصنج له قبيلة أو مراكز نفوذ تحميه من هذا المصير لكان قد نجي ولكن لانه لا تتوفر له تلك الحماية فسيكون مصيره الاعدام ، ولكن توالت الضغوط السياسية على صالح وكانت هناك وساطة من الامارات الشيخ زايد بن سلطان ومن العراق صدام حسين ، وتم انقاذ رأس الاصنج نبراس الدبلوماسية اليمنية مثله مثل شخصيات اخري من الاساتذة الكبار في هذا المضمار في عهد التشطير أو ما بعد الوحدة ، ممن تبؤاء نفس المنصب وكانوا اهل له ، وكانت تلك المطالبات والضغوط السياسية دورا في انقاذ حياة الاستاذ الاصنج و احدها مبادرة المرحوم الرباعي .
والحاقا لما ذكر في الفقرة السابقة من تلك الذكريات ، لم ينس الاستاذ الاصنج هذا الموقف الانساني للاستاذ الرباعي بالرغم من العداء بينهما لاختلاف وجهات النظر السياسية مع الحكم وضده في الفترة السابقة ، وبعد ان اطلق سراحه وبعد فترة من اطلاق سراحه جاء خصيصا لهولندا لتقديم الشكر العرفان والتقدير لموقف المرحوم الرباعي الايجابي مع محنته مع رئيسه صالح التي كان سيفقد فيها حياته .
وهذا درس للاجيال الراهنة ليتعلموا كيف كان الكبار المتخاصمون يتعاملون مع بعضهم البعض في فترة ما مع مشاكلهم ومحنتهم بروح التسامح ويتناسون حقدهم وكراهيتهم وتسامحهم لكل منهم للبعض الاخر في كل فترة لاخرى ، لان لا يسود في الاخير الا الحب والود والانسجام والصداقة والاخوة لما فيه خير الجميع. وتعرف معادن الناس . ويعرف كل منهم من كان على حق ومن كان على باطل والاعتراف بالحق فضيلة كما يقولون .
حتي ان هذا المنصب اى السفير في هولندا كان قد تعرض للتغيير ، حيث عندما اصبح المرحوم عميدا للسلك الدبلوماسي هناك قيل له الان سوف تصبح تتعامل مع سفيري اسرائيل وجنوب افريقيا بحكم هذا المنصب وهما دولتين محرمتين على اليمن وبقية العالم العربي بل وبعض الدول الاخرى من العالم لل الاتصال معهما والتعامل معهما بحكم سياستهما العدائية والعنصرية في ذلك الوقت واتخاذ معظم دول المجتمع الدولي للمقاطعة معهما .
وبالفعل تم العرض عليه من الداخل قرار نقله وتعينه كمندوب دائم للبلاد قبل الوحدة المباركة لدى الجامعة العربية في تونس لحل هذا الاشكال ، على ان لا يعود للداخل ليمثل صداعا للرئيس صالح وحكمه من جديد. المهم يظل خارج البلاد .
الا انه بحكم علاقته الجيدة مع السلطات الهولندية وترحيبهم له ان يظل في منصب العميد اقترحوا بايجاد حل لهذا الموضوع الذي كان سيؤدي إلى ان يفقد المرحوم الرباعي لمنصبه وهو ان تكون الاتصالات التي تخص هاتين الدولتين مع نائب العميد الذي كان من دول القارة الأمريكية الجنوبي على ما اذكر ، ومن ثم ظل سفيرا هناك وكعميد السلك الدبلوماسي في لاهاي في هولندا ولم ينقل إلى تونس .
وقد كانت العمادة للسفارة اليمنية وفي عهده ميزة كبيرة للدبلوماسية اليمنية حيث وان هذا المنصب في الدول الاروبية ومنها هولندا مركزا مرموقا في كل البرتوكولات الدبلوماسية هناك فعلي سبيل المثال فهو يمثل كل السلك الدبلوماسي عند اى برتوكول لاى زيارة من قادة العالم لتلك الدول الاروبية نيابة عن السلك الدبلوماسي . وكذلك كان يلقي بيان السلك الدبلوماسي للاحتفال الملكي الهولندي السنوي. ويكون في المقدمة للسلك الدبلوماسي مع موظفي السفارة قي ذلك الحفل .
ولم يكن عمله في السلك الدبلوماسي كسفير في هولندا غريبا عليه فقد عمل في الخارجية في تعز ابان الحكم الملكي وبعد الثورة السبتمبرية مباشرة وانتقاله إلى رئاسة الجمهورية فيما بعد ، وله بعد الله وزملائة الخيرين المحدودي العدد انذاك بالخارجية في تعز الفضل في الحفاظ على الوثائق الهامة للخارجية ومنها اصول المعاهدات والاتفاقيات بين اليمن والاقطار الاخرى ومنها اتفاقية الطائف ونقلها من تعز إلى صنعاء عند نقل الخارجية إلى هناك بعد الثورة حيث وجدت في شنطة حديدية في ارشيف الخارجية في بداية حكم صالح .
وكما وصفوه بانه ابو المعارضة فهو ذلك ، حتي عندما كان في تلك الفترة الطويلة في السفارة كان معارضا كما كان في الداخل ، فقد عملت معه بالسفارة لفترتين الاولى من 1983 الى1987 منذ عام افتتاح السفارة اليمنية في هولندا مع الاخوة د. عبد الجليل حمره وعبد الكريم الوزير وعبد الوهاب الزارقة وابراهيم الحيفي والاخرى من 1990 و إلى 1994م مع الاخوة محمد السندي واحمد كلز وحميد الشيباني وعباس بحصو وابراهيم سليمان وعبد الملك دحان .
هاتان الفترتان أو 8 الاعوام من ثمانيات وتسعينات القرن الماضي فقد شهدت اليمن بعض الاحداث الجسيمة وكان له دور فيها وهو سفيرا هناك من خلال المعارضة فقد كان معارضا من الخارج ومن السفارة لسياسة صالح كما كان في الداخل بل في بعض الاحيان مع موظفي السفارة نفسها بحكم عقليات القدماء والجدد الا القليل منهم ومع هذا كان لا ينقل هذا الخلاف إلى الوزارة في الداخل مثلما ما يفعله بعض السفراء ويظل هذا الخلاف محصورا بالسفارة .
عند افتتاح السفارة في هولندا في 1983م لاول مرة وتعينه كسفير هناك اعطيت ادني ميزانية للسفارة بحكم انهم اى الوزارة لايعرفون مستوى المعيشة ولكنه كان عذرا وكنت مسئولا ماليا واداريا واعلاميا فيها ، فسافر إلى صنعاء وقابل صالح وشرح له ما تواجهه السفارة من مشاكل مالية ولكن عند خروجه اعطاه ورقة بحوالة 10 الاف دولار أمريكي وعاد بها إلى لاهاي ودعاني إلى مكتبه وقال لي اودع هذا المبلغ في حساب السفارة بعد تحويله إلى العملة المحلية كجزء من تغطية العجز وارسل الاشعار إلى الرئاسة والخارجية . فقلت له على ما اسمع عند اى مقابلة لصالح لاى مسئول يقوم بتحويل مبلغ للبعض منهم يعني هذا المبلغ لك وليس لتغطية العجز ، فقال هذا صحيح لكن لوقبلته كهبة شخصية منه سوف يدعسني صالح إلى الابد مثل الاخرين الذين يشتريهم وانا لا اريد ان اكون منهم ، فانفذ ما قلت لك اليوم .
وبعد الوحدة المباركة وفي بداية التسعينات من القرن الماضي وفي خضم شراء وبيع مباني السفارات اليمنية بالخارج وتكرارها في بعض العواصم وشراء في اماكن لا توجد فيها مباني مملوكة لليمن ، فتم شراء مبني في هولندا وكان سعره رخيصا مقارنة لقيمته الاصلية لان صاحبه تعرض للافلاس وحجز البنك عليه وتم شرائه بـ3 مليون دولار بـ4.5 مليون جلدر. وكان المنزل ومباني ملحقة له يقع على مساحة 47 الف وخمسمائة متر مربع اى اكثر من الف لبنة وللاسف تم بيعه لاحقا وبعد رحيل المرحوم من هولندا. وكان صالح قد زار هذا المبني عند زيارته لهولندا في 1995 وكنت ضمن الوفد المرافق وقمت بالشرح له تفاصيل المبني فقال للمه عنشتريه فقلت له هذا ملكا للحكومة اليمنية فصاح وقال اين حمود عاطف اين مجاهد اصحاب الاراضي شوفوا هذا المكان وارضيته.
وكان من وقع شيك القيمة بجانب السفير المرحوم الرباعي كان الاخ عباس بحصو المسئول المالي والاداري وكان هو ايضا من وقع شيك قيمة مبني سفارتنا في لبنان بمليون دولار عندما كان يعمل هناك في عهد التشطير ، والذي لا يزال ملكا لليمن إلى اليوم ومبني هولندا ذهب مع رياح هوامير الفساد ، وكان الاخ بحصو يقول انا المليونير الطفران اوقع على شيكات الملايين التي لا املكها .
كان معارضا لاى حرب كانت في اليمن أو خارجه كل حروب اليمن في عصرها الحديث والتي عاصرها المرحوم كان ضدها ، ويؤمن بطريق الحوار هو الطريق إلى الاستقرار والسلام فكان معارضا للحرب الاهلية في الستينات بين الملكيين والجمهوريين وللحرب ، في عام 1986 م بين الرفاق في الشطر الجنوبي من الوطني ، اوللحربين بين شطري اليمن في 1972 وعام 1979م وحرب 1994م على اخواننا في الجنوب ما بعد الوحدة ، التي كان ولا يزال من مناصريها وكان له من الاسهامات والمشاركة في تحقيقها وبالذات دستور الوحدة ..
وبهذا الصدد كان قد تشاور مع بعض اصدقائه من النخبة السياسية اليمنية ، وتواصل معهم من لاهاي لاصدار بيان ضد تلك الحرب بين اخوة الوطن الواحد ، اتذكر منهم دولة الاستاذ محسن العيني والاستاذ عبد الله الاشطل ومجاهد ابو شوارب الذي كان متواجدا في باريس واخرين .
وكنت في مكتبه اثناء تلك المشاورات معهم فقلت له ربما الشيخ مجاهد قد يغير رأيه فيما بعد ، فقال الم تسمع حديثي معه وقرأتي له للبيان وقد وافق عليه . فأوافقته على رأيه وانسحبت من مكتبه ، وطلع البيان في اليوم التالي في صحيفة الشرق الاوسط وتناقلته وسائل الاعلام ولكن في اليوم التالي كان هناك تصريحا باسم الشيخ ابوشوارب اطلقه الاخ السفير جازم عبد الخالق ( القائم بالاعمال في باريس في حينه والذي تسلم السفارة من السفير د. على مثني حسن ) نيابة عنه يعلن فيه انسحاب مجاهد من ذلك البيان وظهر في صحيفة الشرق الاوسط اللندنية ايضا وكان المرحوم مدواما على قرأتها كل صباح .
فدعاني إلى المكتب وسألني كلامك صحيح الشيخ مجاهد انسحب من البيان ولكن كيف تنبأت بذلك وعلى اى اساس فقلت له ربما قد احرجته بمكالمتك الهاتفية ولانه لا يريد ان يقول لك لا فوافق ،ولكن الذي اعرفه ان علاقته مع صالح قوية والمصاهرة ، فاذا وجهه بتغيير رأيه فسيفعل بالاضافة إلى العامل القبلي الذي يجمعهما وخلافه مع حزبه البعث وخروجه منه وتذبذبه في ارائه وعلاقة صالح بذلك.
وبالرغم من بعض البعثات الدبلوماسية اليمنية اثناء تلك الحرب قد شهدت الخلافات وبعض الاحيان إلى الصدام ما بين شماليين وجنوبيين ، الا المرحوم كان محتويا لجميع الموظفين في السفارة في لاهاي ، وهم حميد الشيباني وعباس بحصو والمرحوم ابراهيم سليمان وعبد الملك دحان وبالاضافة إلى شخصي ، وكان ابا حنونا وعطوفا وموجها لنا جميعا بنصائحه القيمة في اوقات السراء والضراء . كما عمل معه السفير عبد الوهاب الشوكاني لاكثر من مرة وكان يصفه المرحوم بالدبلوماسي الناضج والذي كان يصف السفير محمد السندي بنفس الوصف .
وكان ناقدا إلى الداخل لان السفارة لم تتلق اى اخبار وتوجيه من الوزارة مثلما البعثات الاخرى ، عن طريق قناة الاتصالات الوحيدة عبر الدوحة ما بين اليمن والخارج في ذلك الوقت والدوحة الوحيدة بين الدول الخليجية التي وقفت مع وحدة اليمن عكس كل زميلاتها من مجلس التعاون الخليجي ، والسبب معروف ان السفير قد اعلن رفضه لتلك الحرب مع اخوانه السياسيين وبيانهم الانف الذكر وبالتالي الارسال لاي توجيهات سوف تكون عديم الفائدة لمعرفتهم بموقف المرحوم من موضوع الحرب الدائرة .
حتي عندما غزا صدام الكويت واجتاحها في 2 اغسطس 1990 عارض المرحوم تلك الحرب ايضا التي اعتبرها محرمة عندما تكون من الشقيق لشقيقه وتنبأ بان عواقبها ستكون كارثية على الامة العربية وهو ماحصل ، وظل على تواصل مع الزملاء في السفارة الكويتية في لاهاى منددا بهذا العمل مخالفا لرأى حكومته ورئيسه صالح ، وكان هذا الموقف منه محل تقدير واحترام من موظفي السفارة الكويتية وحكومتهم حتي اليوم .
وكان زميلي نائب المرحوم الرباعي السفير محمد السندي الذي انتقل من باريس للعمل في لاهاى لان اتفاق الوحدة نص على ان تكون السفارات مناصفة بين الشطرين اولا وعندما يكون السفير من هذا الشطر يكون نائبه من الشطر الاخر والعكس صحيح ثانيا ، قد اشار إلى ذلك في رثاه للمرحوم والذي ذكر فيه بقوله ( عملت معه وكنت نائبا له بعد الوحدة في سفارة الجمهورية اليمنية لدى مملكة هولندا ولقد تعلمت منه الكثير من المواقف الوطنية والمبدئية واتذكر موقفه عندما تشاورنا وكان معنا الاخوة السفير احمد كلز والسفير احمد حسن اغا والسفير عباس بحصو واتفقنا واتفق معنا على موقف موحد يدين اجتياح العراق للكويت واعدينا تقريرا قويا طالبنا فيه القيادة السياسية والحكومة اليمنية ان تعيد النظر في موقفها من دعم الاجتياح وارسلنا تقريرا مباشرة إلى إلى كل من رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة و وزارة الخارجية و للأسف كان رد الرئاسة على تقريرنا سلبيا ..)
وكان صالح قد غفر للمرحوم له هذا الموقف اى غزو واجتياح الكويت ولم يعزله ، لانه يعرف تماما ان عزله يعني عودته إلى البلاد وسيشكل له صداعا من جديد كمعارضة له ، الا ان موقفه في حرب 1994م ومعارضته لها ، لم يغفر له هذا الموقف وبعدها بفترة قصيرة تم استدعائه إلى صنعاء وهذا ما اثبتته تلك الايام . وشكل المرحوم من جديد صداعا لصالح وكان من ثمراته انشاء اللقاء المشترك بين الاحزاب السياسية المعارضة لصالح والذي ترأسه لان رئاسته كانت بالتناوب بين الاحزاب المنخرظة فيه ، والذي قرب بنهاية حكمه .
وكان عنصرا فعالا في كل الحوارات واللقاءات الوحدوية بين شطري اليمن وبل في الحوار الذي انجز الميثاق الوطني وخروج المؤتمر الشعبي العام للوجود وكان عضوا في المجلس الاستشاري الذي انشاءه صالح وكان مكونا من 12 شخصا في بداية الثمانيات من القرن الماضي . وكان ناشطا في العمل التطوعي التعاون الاهلي لصنعاء والذي ترأسه .
وقد زاره في هولندا الكثير من اصدقائه من الوجهاء والاعيان السياسية والقبلية للبلاد وكان معظمهم ينزلون عنده في المنزل . حتي بعد الوحدة المباركة زاره الرئيس الاسبق على ناصر محمد والذي تربطه به علاقات صداقة تسودها الود والاحترام مثله مثل الاخرين من احبائه ورثاه .
رحم الله الفقيد الاستاذ محمد عبد الرحمن الرباعي وغفر الله ذنوبه ، واسكنه فسيح جناته والهم اهله وافراد اسرته ، واصدقائه ومحبيه ، الصبر والسلوان وفي مقدمتهم حرمه رفيقة عمره .
انا لله وانا اليه راجعون
* القائم بالاعمال بالاصالة في بريتوريا

زر الذهاب إلى الأعلى