كورونا والمهجر يستنزفان أطباء اليمن
حسام السعيدي يكتب: كورونا والمهجر يستنزفان أطباء اليمن
أرقام وفيات الأطباء نتيجة الإصابة بفيروس كوفيد-19 المتداولة مفزعة، وتنم عن افتقار شديد لتجهيزات الوقاية والحماية للاطباء وهم الجبهة الأساسية لمواجهة هذا الوباء الفتاك. حيث تداولت انباء عن وفاة أكثر من 20 طبيبا حتى الآن منذ ظهور أولى حالات الإصابة بالفيروس في اليمن.
اليمن تعد دولة فقيرة وتقع في المرتبة الأدنى فيما يتعلق بنسبة عدد الأطباء إلى عدد السكان، فوفقا لبيانات الجهاز المركزي للاحصاء عام2013 فعدد الاطباء كان 6,741 طبيبا وبنسبة 0.03% لإجمالي عدد السكان، وفيما يتعلق بالممرضين والأسرّة فقد بلغ عدد الممرضين إلى الطبيب الواحد 2 فقط، وبلغ عدد السكان للسرير الواحد 1,498 شخصا.
وهذه المؤشرات تعكس ضعفا كبيرا وملحوظا في القطاع الصحي المتهالك في البلاد، ضف إلى ذلك فأن انتشار الأمراض والحميات في اليمن كبير للغاية، وآخرها الكوليرا بالإضافة إلى الملاريا التي تصيب عشرات الآلاف من السكان سنويا.
وبالطبع فإن البيانات الآن تشهد انحدارا كبيرا فكثير من الأطباء سبق وغادروا اليمن فرارا من بطش المليشيات ومحاولة تشغيلهم لخدمة اجندتها الانقلابية، وتشغيلهم بالسخرة دون أية امتيازات، بالإضافة إلى التهديدات التي تتعرض لها حياتهم باستمرار. وكذلك بسبب زيادة عدد السكان وضعف الدراسات الجامعية الطبية في البلاد مؤخرا أو توقفها.
ووفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية فقد تراجع متوسط عدد الأطباء في اليمن لكل 10000 نسمة من السكان من 3 اطباء عام 2012 إلى 1.8 عام 2017 وعليه فاليمن تقع ضمن الترتيب الأدنى 5 أطباء فأقل. بمقارنة ذلك بالدول العربية على سبيل المثال نجد العدد في السعودية 25 طبيبا لكل 10000، و 9.4 في العراق، و11.6 في سوريا، و8.5 في مصر.
وبكل الأحوال فأن هذه الأنباء تشير إلى خطر كبير محدق برأس المال البشري الطبي في اليمن، ويدعو إلى اتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة لمواجهة هذه المشكلة.
. صفحة الكاتب
عناوين ذات صلة: