آراء

فليسجل التاريخ ما يفعله هؤلاء باليمنيين

مروان الغفوري يكتب: فليسجل التاريخ ما يفعله هؤلاء باليمنيين


اليوم، الساعة ال١١ ظهرا، ماتت فتاة في الثالثة والعشرين من عمرها. أصيبت الفتاة بفيروس كوف- سارس ٢ (كورونا) وماتت في منزل أهلها في صنعاء. اشترى أهلها اسطوانة أكسجين إلى المنزل، كما يفعل الآلاف، خافوادا من الذهاب إلى المشافي للأسباب التي تعرفونها حق المعرفة، إلى أن ماتت المسكينة!

الجريمة أخذت هذا الشكل:
أنكرت السلطات وجود الوباء وخدعت الناس. كانت تعلم مبكرا بالحقيقة. استمر الناس في الخروج معتقدين أنه ما من فيروس في طريقهم فتفشى الوباء، وسقطوا موتى ومصابين. كان بمقدور السلطات الحوثية أن تقول: هناك وباء، أكملوا حياتكم متباعدين، البسوا الكمامات، اوقفوا الصلوات والأعراس والأسواق الشعبية والمدارس، وواصلوا حياتكم على حدودها الدنيا. هذا الإجراء المنخفض كان سيحمي الناس وسيبطئ الوباء وسيحفظ الأرواح. رفض عبدالملك الحوثي مثل هذه الأفكار ونكب "شعبه" مرة أخرى.

وبشكل عام:
لا يزال هناك أمل لو اتخذ هذا الإجراء:
حالة طوارئ عامة، على مدار الساعة، لمدة أسبوعين. يمنع من خلالها مغادرة المنزل مهما كانت الظروف. هذه حرب، الجوع والخوف هما بديلان عن الموت كما يحدث في كل الحروب. هذه حرب، في الحروب يأكل الناس القطط والأشجار، أو يموتون. الحرب لا تأتي ومعها خياراتها.

خلال الأسبوعين، ويمكن مدها إلى شهر كمرحلة أولى، من المتوقع أن ينخفض انتشار الفيروس بعض الشيء، تهدف الإجراءات إلى تقليل دائرة حركة حاملي الفيروس (من حركة داخل ٥٠-١٠٠ شخص في اليوم إلى حركة داخل أسرة صغيرة أقل من ١٠!).

ستظهر حالات جديدة أثناء حالة الطوارئ، علينا أن نعرف أنهم أناس أصيبوا بالفيروس في الأسبوعين الماضيين وليس الآن أو أمس.

تستمر حالة الطوارئ وتقيم نتائجها من خلال عدد من المعايير.

في تلك الأثناء تصار الجامعات والمدارس إلى مشاف ميدانية ويزج بطلبة كلية الطب وبكل الأطباء، أيا كانت تخصصاتهم، إلى العمل مع الحالات.

تقسم المدن إلى قطاعات، لكل قطاع سلسلة مشافي ميدانية وخطوط نقل طبية وخطوط تلفون ساخنة.

يعاد إنتاج الثقة بين الناس والسلطات من خلال خطاب وبث مستمر يتحدث من خلاله الأطباء المحترمون، من الذين بنوا ثقة وتاريخا مع الناس، وليس المهافيف!

لا تزال هناك فرصة.

ليفعل الحوثيون مع الشعب اليمني كما فعلوا للهاشميين:

خصصوا لهم فندق موفمبيك كمستشفى ميداني، نقلوا إليه الأطباء والتكنولوجيا والمعامل ومشاغل الطعام الشهي!

ليستفد الحوثيون، وهم السلطة، من تجربتهم الميدانية في الحفاظ على أرواح الهاشميين، وليفعلوا شيئا مشابها من أجل حياة أهل تلك البلاد..

أرجوكم أيها اليمنيون المنكوبون احفظوا هذه المعلومة وانسوها:

معدلات الوفاة داخل المرضى الهاشميين، في مشافيهم الخاصة، أقل بكثير من معدلات وفاة اليمنيين. ولم تسجل حتى الآن حالة واحدة لهاشمي مات في الطوارئ، فاضت روحه وأهله يبحثون له عن مطرح، أو ماتت مختنقا بين أهل عاجزين ومكروبين. لا يحدث مثل هذا للهاشميين، ولا توجد إشارة تقول إنهم يموتون منكوبين. يموتون، نعم، بهدوء وبعد أن تقدم لهم خدمة طبية عالية. يموتون بأعداد قليلة داخل محمياتهم الطبية. تذكروا فقط شكل موفمبيك، وحدثوا أنفسكم بباق الحكاية..

هذا الحديث قذر، ولا ينبغي أن يصدر عن شخص يزعم أنه رجل علم! هو كذلك، حديث قذر عن حقيقة أكثر قذارة.

ستبدي لكم هذه المأساة مآسي أخرى ترزح من بئر ليس له قرار..

ومع ذلك:
It is never too Late!

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى