طين وماء (قصيدة)
قصيدة للشاعر عامر السعيدي بعنوان: طين وماء
أنت مثلي تسير على الأرض لا في الهواءْ
أنت مثلي تنام على خشبٍ لا على نجمةٍ في الفضاءْ
فهلِ اللهُ أعطاك قُبَّعةً أو قمرْ
ولم يعطها للبشر
بماذا اصطفاك
وماذا لديك وليس مع أحدٍ في الوجود سواكْ
وَزَّعَ الله ألوانهُ بيننا في ليالي الفرح
وأعطى البقية قوس قزح
ما أنا من سواد الخطايا
ولا أنت يا صاحبي من بياض السحاب
كلنا أخوةٌ في التراب
ما أنا شوكةٌ في الغصون ولا أنت وردة
فاحتفظ يا أخي بالمودة
كلنا عنبٌ في أعالي الجبلْ
أسودٌ للنبيذ وأبيض
لا الكأس فرَّقَ بينهما في الشراب ولا اختلفتْ فيهما بالشفاه القُبَلْ
ما تفرّغ عاماً ليخلقك الله وحدكَ من رغبةٍ ساطعة
ولا أوكل الله بي آلةً طابعة
فلماذا عليّ بأن أحمل الأرض فوقي أدور بها في المجرة
وتخنقني أنت في كل مرة
أستطيع التنفس يا خانقي أستطيعُ
فالهواء إذا وقف الحرُّ من أجله لا يضيعُ
لن تحاصرني العنصرية في شرنقة
سوف نحيا معا أو نسير جميعاً إلى المحرقة
نحن إما نعيش سويّاً ويلعب أطفالنا بالنجوم على طاولة
أو كسرنا السماء على رأس أيامنا الباطلة
نلتقي كلنا في الصباح
نلتقي مثلما تلتقي في القلوب الجراح
الهزيع الأخير من الليل يعرفنا جيدا ..
وتعرفنا نجمة الصبح..
يعرفنا شغفُ في البريد وفي ما نقول
العتاب جميلٌ ولكننا بالتسامح أجمل
الغياب ثقيلٌ ولكنّ ظلم الأحبة أثقل
كل شيءٍ هنا منهكٌ كل شيءْ
تسقط الاتصالات من برجها فجأةً ويذوب القمر
حين لا يحضر الحب في من حضر
كلنا يا صديقي بشر
أنت أمك تفاحةٌ قشّرتْها السماء الدنيئة
وأمي كذلك ليست بريئة
كلنا من سلالة تلك الخطيئة
كلنا أرضعتنا الحياة الرديئة
فبماذا تفوّقتَ
ماذا أضاف لك الله حين رمانا من النافذة
ما وقعتُ على الأرض وحدي
ولا الله أبقاك في عينهِ في السماءْ
كلنا في الحقيقة طينٌ وماءْ
عناوين قد تهمك: