آراء

الحديث عن السلام في هذا الظرف تكريس للعبودية المطلقة

سامي نعمان يكتب: الحديث عن السلام في هذا الظرف تكريس للعبودية المطلقة


في وضع كالذي نعيشه في اليمن، يصبح الحديث عن خيارات السلام في ظل استمرار حكم العنصرية مجرد تكريس للعبودية المطلقة.

الروح والمال والحياة والوطن بيد الحوثي، هو من يتحكم فيها ويقرر من يستحقونها ومن هم أهل لها.. يبقيها وينزعها متى شاء مزاجه، يفصل حياتك بمزاجه، يقرر هو وأتباعه لا سواهم، ومتى أرادوا، حظوظك من حياتك ومالك ووطنك، ويوزعون تهم الخيانة والعمالة لكل من لا يؤمن ويقدس خياراتهم، ناهيك عن معارضتها.

بعيدا عن مثالية الحقوقيين السلاميين بلا وعي، الذين يتحدثون عن مبدأ السلام مجردا، بما هم يدرون ان أبسط شروطه غير متوفرة إذ يتمسك أحد الأطراف بمبادئ مخالفة للفطرة والكرامة الانسانية وأبسط مفاهيم حقوق الإنسان في العصور الغابرة. "سلام" يفضي لخيار الحرب الدائمة، من طرف واحد - يرى نفسه وكيل الله- على الجميع.

حسنا، بعيدا عن أي تأويلات واتهامات لما حدث في ردمان، ولنفترض أن ماحدث كان فعلا انتصارا للعرض، هل كان أقرب وأسهل للحوثي إحالة المجرمين والقتلة إلى المحاكمة أو "ربطهم" وهم المعروفون بالاسم قربانا للسلام الأهلي في منطقة هي بأي حال من الأحوال خاضعة لجماعته، أم إمضاء خياراته في توسيع رقعة الحرب والعداء. طبعا خيار الحرب وفرض الخيارات بالقوة والارهاب أقرب إليهم من العدالة. ثم يراد لليمنيين ان يسلموا رقابهم باسم السلام "الزائف" لمن يحكمهم بهذه الطريقة حرفيا ويتعامل معهم كعبيد، أرواحهم ودماؤهم واملاكهم ملك له متى أراد أو قرر.

هذا هو منطق الحرب لا السلام. منطق تكريس العبودية ومنح مسوح السلام لكهنة الارهاب و الجريمة والعنصرية.

خيارات السلام في اليمن ليست مستحيلة لكن يجب أن يؤمن بها الحوثي، وهذه هي المشكلة التي يتغاضون عنها. أن يؤمن الحوثي - كما وخصومه والجميع- أنه مواطن مثل من يصفهم بأنهم "أحفاد بلال". وأن لا يكون لأي جماعة أن تفرض خياراتها على الناس - أقلية كانوا أو أكثرية- بقوة السلاح والارهاب. السلاح الذي ظل متمسكا به ويرفض تسليمه وهو يدعي المظلومية، كما ويرفض تسليمه وهو الحاكم الغشوم بالقوة والارهاب.

أقنعوا الحوثي بهذا فقط، وبعدها سيكون حقا وصم الصحفيين وأصحاب الرأي والسياسيين بأنهم مسعرو حرب.

أما أن تتحدث بخيال عن دمار الحرب ودعاة الحرب ودمار الحرب - الملعون من أشعلها لا هي بذاتها طبعا- والحديث عن السلام الذي يسلم رقاب الناس لجماعة ارهابية عنصرية.

اعتقد أن كثيرين سيختارون الموت بكرامة وشرف في ظل الحرب، على الموت كرها وقهرا وإرهابا في ظل حكم العنصرية.

لسنا دعاة حرب يا أولياء الحقوق ومرهفي أحاسيس السلام.. لكن أقنعوا الحوثي أنه مواطن وأن هناك طرقا أخرى للحكم غير العربدة والسلاح، ثم العنوا كل مفاصل عظامه من يرفض سلاما تحت سقف هذه المبادئ.

. صفحة الكاتب

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى