رئيسية

حياة الدكتور علي محمد زيد في كتاب باللغة الفرنسية

حياة الدكتور علي محمد زيد في كتاب باللغة الفرنسية


صدر كتاب جديد باللغة الفرنسية للباحثين اليمنيين الأستاذ مصطفى ناجي الجبزي "باحث وكاتب ومترجم يمني"، وزميله جساس أنعم "باحث ومترجم يمني" يتناول التعريف بمسيرة الدكتور علي محمد زيد، حياته واسهامه المعرفي في الترجمة والتأليف كمختص في الفلسفة الإسلامية، وقد جاء في وقت تحتاج فيه المكتبة الفرنسية والعربية التعريف بأحد أهم الباحثين اليمنيين في الثقافة والفكر العربي، واسهاماته المعرفية.

يأتي الكتاب في ظل ظروف بالغة القتامة يعيشها البلد، حيث غيب الصراع الدائر منذ سنوات صورة اليمن، وغطى غبار الحرب على أنوار المعرفة، وعلت أصوات المدافع فوق صوت العقل والعلم، ليقول بأن اليمن وابناءها لن يستسلموا للهزيمة، وأنهم تواقون لصناعة مستقبلهم وفقا لقيم الدولة القائمة على المواطنة، والضامنة للحقوق والحريات.

والكتاب الذي صدر حديثا باللغة الفرنسية من اصدار معهد العالم العربي، ويأتي ضمن سلسلة كتب تعريفية بشخصيات عربية فرانكفونية وفرنسية مستعربة اسهمت في التبادل الثقافي والعلمي بين الضفتين.

ويعد الدكتور علي محمد زيد أحد ألمع المفكرين والكتاب الذين انجبتهم اليمن، ودراساته رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على كتابه دولة الهادي ومعتزلة اليمن إلا أنه ما زال حتى اللحظة يعد مرجعا لا غنى عنه، بل ولم يصدر كتاب يوازيه أو يتقدمه، ومثله ايضا كتاب تيارات معتزلة اليمن في القرن السادس الهجري، والذي تطرق فيه إلى جماعة المطرفية، وجلى الكثير عن أفكارها وتوجهاتها، وأحداث الصراع التي دارت بينها وبين الإمام عبدالله بن حمزة، والذي انتهى بانزال ضربة مفزعة للمطرفية ربما لم تشهد مثله البلد، وكل ذلك بلغة معرفية رصينة، واستنادا إلى جميع الكتب التاريخية المطبوع منها والمخطوط التي تناولت تلك الفترة.

كما ان اختياراته للدراسات التي ترجمها ونشرها في مجلة دراسات يمنية تعد في غاية الروعة، وكانت غالبيتها تهتم بالمقالات التي تتناول الحضارة اليمنية، وأحداث الحركة الوطنية.
بحيث عمل على ترجمة بعض اهم الدراسات التي تتناول تاريخ الحضارة اليمنية قبل الإسلام، منها ترجمته لكتاب توحيد اليمن القديم لمؤرخ اليمن الراحل محمد عبدالقادر بافقيه، وكتاب الاصلاح الديني في الإسلام لبرنارد هيكل تراث محمد بن علي الشوكاني الذي يتناول دور الأخير في التوحيد الفكري والتقارب المذهبي في اليمن، إذ نجد أن هاجس المفكر اليمني علي محمد زيد، يهدف إلى التأكيد على وحدة اليمن السياسية والفكرية، وذلك من خلال كتاباته واختياراته التي قام بترجمتها، وسعيه الدؤوب والمستمر في ازاحة الغبار عن رجال الحركة الوطنية ممن اسهموا في مواجهة الاستبداد ومدوا لليمنيين جسورا تصلهم بالعصر، فعمل على اعادة تحرير مقابلات الاستاذ النعمان التي تم تسجيلها أواخر الستينات في الجامعة الأمريكية ببيروت وطباعتها في كتاب تحت عنوان مذكرات أحمد محمد نعمان، واخرج اخيرا كتابه الجديد تحت عنوان الثقافة الجمهورية في اليمن، الذي سعى فيه ليوضح دور المستنيرين في ارساء ثقافة يمنية موصولة بالعصر.

وعلي محمد زيد إلى جانب ذلك مناضل جسور، فقد كان أحد قادة المقاومة الشعبية التي تصدت للإمامة في حصار السبعين إلى جانب عمر الجاوي والشاعر محمد عبدالسلام واخرين، حيث انتخب آنذاك ممثلا للشباب.

وقد ظلم بعد انهائه لدراساته العليا بحيث حرمت الأجيال اليمنية من الانتفاع بعلمه في جامعة صنعاء.

ولو اهتمت الدولة به وبأمثاله حينها لربما تفادت اليمن عودة التيار الإمامي، وتحصنت عقول الأجيال الصاعدة من مقولات الكهنوت بشقيها.

كل التهاني والتحايا للباحثين العزيزين باسهامهما الجدير بالشكر على ما قاما به من جهد في التعريف بأحد أعمدة الفكر اليمني في الداخل والخارج، وننتظر منهما ترجمة للكتاب، ليكتمل هلال فرحتنا ويصير بدرا.

عناوين قد تهمك:

زر الذهاب إلى الأعلى