آراء

الوعي.. معركة لا تقبل التأجيل

عبدالله إسماعيل يكتب: الوعي.. معركة لا تقبل التأجيل


‏الوعي يحدث الفرق بلا شك، وهو سلاح الصمود الدائم أمام غلبة القوة ومؤامرات التسليم، وكان تجهيل المجتمع وسيلة الإمامة المثلى للتحكم في الناس، ويستخدم الحوثي نفس الوسيلة كامتداد طبيعي للإمامة، وتوظيف عدم الوعي لنشر الخرافات، وتشويه التاريخ والعبث في المناهج، بما يعتبر أكثر خطرا على الحاضر والمستقبل من كل التدمير الذي أحدثه خلال سنوات الحرب، ذلك أن ما تم تدميره يعاد بناؤه وأي خسارة مادية يمكن تعويضها إلا إن ما لا يمكن تعويضه وإصلاحه هو الخراب الفكري وهزيمة الوعي وتفخيخ العقول.

إن المواجهة التنويرية ومعركة الوعي والرفض الشعبي هي ما سيحطم مشروع الظلام ويحفر له قبرا يليق به. قد تنجح المؤامرات، أو تمنح الحوثيين نصرا، فتوقف جبهة، أو تخلط بعض الاوراق، أو تؤجل انتصارا مستحقا للوطن، ولكن ما تتركه محاولات التزييف في حياة الشعوب أكثر خطرا، فأي مستقبل يحمله طفل في السادسة من عمره تمنطق بندقية، وزرع الكهنوت في عقله البريء أن مستقبله يمر عبر الدماء كشرط للرجولة، وألصقت على قلبه الصافي قهرا صرخة الموت، وسكب في ذهنه أن الآخر اليمني الجار والصديق والقريب، عدو.

إن معركة الوعي ومقاومة التجريف الحوثي هي المعركة الغائبة مع أهميتها ووجوبها، في مقابل نشاط مرتزقة إيران الممنهج في التشويه، والتطييف، والتجهيل، واستهداف الوعي الجمعي.

يجتهد الحوثي في استغلال إطالة المعركة لتشكيل واقع ديمغرافي لترتيب مستقبله وتفخيخ المجتمع واستمرار بقائه، ويتعمد إلحاق الضرر في بنية المجتمع.

إن الحوثية الامامية السلالية تضرب وتجرف معنى الدولة وتشوه التاريخ وتسمم الفكر وتفخخ العقل، لذلك فالكتاب والصحفيون في رأس قائمة أعدائه، والتصدي لمحاولات الكهنوت تشويه التاريخ والعبث في الوعي الجمعي هي معركة اللحظة بل أهم معاركنا. أي تداعيات مادية أو سياسية للحرب التي أشعلها الحوثي قابلة للإصلاح، وتظل معركة الوعي الأطول والأصعب.

إن إسهامنا في معركة الوعي ضد عبث ميليشيا الحوثي الإرهابية، مؤشر على استيعابنا للخطر الوجودي الذي تمثله هذه الجماعة. ذلك أن هذه المعركة ليست فقط مهمة وطنية بل واجب أخلاقي ومسؤولية تجاه جيل بكامله يحاولون وبشكل ممنهج، تدمير وعيه.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى