حمود علي قاسم مصلح: أول ضحايا الخمس
د. عادل الشجاع يكتب: حمود علي قاسم مصلح: أول ضحايا الخمس
حمود مصلح مواطن من قرية الجمل مديرية حبيش. لديه أرض يرويها بعرقه مثلما كان آباؤه وأجداده يرونها بعرقهم، فهو امتداد لهذه الأرض وهو ملحها. علي هاشم الشامي من حبيش أيضا، لكنه لا يملك أرضا لأنه طارئ على هذه الأرض. كان علي هاشم قبل أن تصعد عصابة الحوثي إلى الوجود وتعزز العنصرية، يعمل بائعا للخضر والفواكه على عربة الدفع اليدوي في محافظة حضرموت. بعد أن ظهرت عصابة الحوثي تحول إلى بلطجي تحت عنوان (سيد) يأخذ حق الناس بالقوة.
يوم الجمعة الماضية وبينما حمود مصلح يحرث أرضه بثوره وإلى جواره زوجته وبناته إذا بعلي هاشم وابنه عبد الوهاب يعتديان عليه لا لشيء، سوى افتعال معركة وهمية عنوانها: أخذ خمس الأرض. ولما رفض الشهيد التسليم بأرضه وأرض أبائه كان جزاؤه القتل بدم بارد.
هذه الجريمة تؤكد أن السلاليين ماضون في غيهم وإرهابهم، وتطاولهم على حقوق الناس. القتلة لا تربطهم بالمجني عليه لا علاقة نسب ولا علاقة سبب، سوى أنهم يريدون استعباد الناس وفق القانون الذي شرعنته لنفسها عصابة الحوثي. لقد قتل حمود مصلح فكان شهيدا على أديم أرضه وأرض أبائه، قتل مغدورا مقبلا غير مدبر.
وهنا أوجه رسالة لكل من :
الأخ عبد الواحد صلاح محافظ المحافظة
الأخ علي أبو حليقة عضو مجلس النواب
الأخ أحمد النزيلي عضو مجلس النواب
الأخوة رئيس وأعضاء المجلس المحلي مديرية حبيش
المشايخ والأعيان في محافظة إب
جريمة القتل التي تعرض لها المذكور تنخلع لهولها القلوب، وتقشعر من جرمها الأبدان، وتشمئز من بشاعتها الصدور. حرمها الله في كتابه الكريم. وساوى بينها وبين الإبادة الجماعية فقال في محكم كتابه الكريم : ( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ). إنها جريمة محرمة بنهج المسلمين والكافرين.
سيظل دم حمود مصلح يلطخ يد المعتوه عبد الملك الحوثي ووجهه. وسيظل الذل والانكسار يلاحق المحافظ وقيادات إب إن لم يقفوا وينتصروا للحق وأصحابه ويدافعوا عن المظلومين. فالدم المسكوب في أعناقهم والروح المزهوقة أمانة بين أيديهم باعتبارهم المسؤولين وهو الضحية، هم الراعي وهو من الرعية.
ما حدث لحمود مصلح يوم الجمعة الماضية ليس سوى اعتداء جديد لن يكون الأخير، لكنه اعتداء وحشي يعكس كم الحقد الدفين على من يدافع عن حقه وعرضه. قتل حمود مصلح أمام زوجته وبناته، لكن زوجته مثلت روح التحدي والإصرار. وأمام بنادقهم تسلحت بالأحجار. لذلك هي تستحق من المحافظ أن يقلدها وسام الجدارة والشجاعة، فقد أثبتت أنها حارسة أرضنا وأحلامنا ومربية أجيالنا على الشجاعة والإباء والإكبار.
أسرته أليوم مصابة بالحزن والوجع. وإن تجاهلتم صراخها وصمت آذانكم، فغدا سيكون الصراخ في بيوتكم. إن المرحوم حمود يرحمه الله وأسكنه فسيح جناته لو قتل به كل الحوثيين السلاليين فلن يعدلوا شعر رأسه الشريف، فما بالنا أن يعدلوا قطرة دم من دمه الطاهر. إذا سكت الناس، فستضيع دماء وأعراض وحقوق كثيرين.
عناوين ذات صلة: