بالفيديو.. هيومن رايتس: الحوثيون في اليمن يقتلون ويطردون مهاجرين إثيوبيين قرب الحدود مع السعودية
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الحوثيين في اليمن أقدموا على عمليات قتل وطرد بحق مهاجرين إثيوبيين نتج عنها عشرات القتلى في صفوف المهاجرين.
وأوضحت المنظمة في تقرير لها حصل نشوان نيوز على نسخة منه، أن قوات الحوثي طردت قسرا آلاف المهاجرين الإثيوبيين من شمال اليمن في أبريل/نيسان 2020 متذرّعة ب فيروس "كورونا"، ما أدى إلى مقتل العشرات وإجبارهم على النزوح إلى الحدود السعودية.
ونقلت عن مهاجرين إثيوبيين إنه بعد أن تقطعت بهم السبل أياما دون طعام أو ماء، سمحت السلطات السعودية للمئات بدخول البلاد، لكنا احتجزتهم تعسفيا في منشآت غير صحية وسيئة دون القدرة على الطعن قانونيا في احتجازهم أو ترحيلهم المحتمل إلى إثيوبيا. وأضافت "ربما لا يزال المئات، بمن فيهم الأطفال، عالقين في المنطقة الجبلية الحدودية".
في يونيو/حزيران ويوليو/تموز، قابلت هيومن رايتس ووتش 19 مهاجرا إثيوبيا، بينهم 13 رجلا وأربع نساء وفتاتان، وهم حاليا في السعودية أو إثيوبيا. جماعة الحوثي المسلحة، التي استولت على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014 في نزاع مسلح انضم إليه تحالف تقوده السعودية في مارس/آذار 2015، تسيطر على مناطق الحدود الشمالية الغربية لليمن لسنوات عديدة.
وقال مهاجرون إنه في 16 أبريل/نيسان أو نحو ذلك، اعتقل مقاتلون حوثيون بزي عسكري أخضر بقسوة بالغة آلاف الإثيوبيين في الغار، وهي قرية يقطن فيها بشكل غير رسمي المهاجرون في محافظة صعدة. قوات الحوثي، التي شوهدت بشكل منتظم وهي تقوم بدوريات في المنطقة، أجبرت المهاجرين على ركوب شاحنات صغيرة واقتادتهم إلى الحدود السعودية، واستخدمت الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة لإطلاق النار على أي شخص حاول الفرار.
وذكر شهود إن مقاتلي الحوثي صرخوا قائلين إن المهاجرين "يحملون فيروس كورونا" وعليهم مغادرة الغار في غضون ساعات. قالت امرأة إثيوبية: "لقد خلقت [قوات الحوثي] الفوضى. كان الوقت مبكرا في الصباح [يوم 16 أبريل/نيسان] وطلبوا منا المغادرة في غضون ساعتين. غادر معظم الناس، لكنني بقيت. لكن بعد ساعتين، بدأوا بإطلاق الرصاص والصواريخ – رأيت شخصين يقتلان".
وقالت امرأة أخرى، كانت حامل وتسافر مع طفلها الصغير، إن قوات الحوثي كانت تستخدم "صواريخ" لتطهير المنطقة: "كان هناك الكثير من جنود الحوثيين. كان هناك أكثر من 50 شاحنة. كانوا يطلقون قذيفة هاون يضعونها على الأرض فتنطلق. بدأ الجميع بالهروب. ركضت مع مجموعة من 45 شخصا – وقتل 40 شخصا في مجموعتي. نجا خمسة منا فقط. لم يكونوا يطلقون الرصاص، فقط قذائف الهاون هذه".
شهد 12 من المهاجرين الذين قابلناهم عمليات قتل لمهاجرين أو شاهدوا جثثهم، لكن لم يتسن تحديد عدد القتلى. المهاجرون الذين تمكنوا من العودة إلى الغار وجدوا خيمهم ومحيطها مدمرة. راجعت هيومن رايتس ووتش صور الأقمار الصناعية المسجلة مباشرة قبل وأثناء وبعد الهجوم المزعوم، ولاحظت تدميرا واسع النطاق لأكثر من 300 خيمة ومنزل بما يتوافق مع روايات الشهود.
بمجرد أن اقترب المهاجرون على مسافة تتراوح من 100 إلى 200 متر من الحدود، بدأ حرس الحدود السعوديون بالزي الرمادي والبني الفاتح بإطلاق النار عليهم بما وصفه شهود بقذائف الهاون وقاذفات الصواريخ. قالوا إن قوات الحوثيين ردت بإطلاق النار على حرس الحدود السعوديين وعلى أي مهاجر حاول الهروب من فوضى القتال عائدا إلى اليمن.
تمكن العديد من المهاجرين من الفرار إلى مجرى نهر بالقرب من الجبال حيث لجأوا لمدة وصلت لخمس ليال. وصف الأشخاص الذين قابلناهم سماع أصوات عيارات نارية لمدة يومين على الأقل. في النهاية إما استسلموا أو عثر عليهم حرس الحدود السعوديون. أخذهم حرس الحدود إلى ما وصفوه ب "معسكر" يبعد 15 دقيقة عبر الحدود السعودية لعدة ساعات.
قال ثمانية مهاجرين إن حرس الحدود أخذوا أموالهم وملابسهم الإضافية وممتلكاتهم الأخرى. ثم فصل حرس الحدود الرجال والنساء، بما في ذلك العائلات، ونقلوهم خلال الأيام القليلة التالية في سيارات صغيرة وشاحنات صغيرة إلى مركز احتجاز في محافظة الداير بمنطقة جازان جنوب غرب السعودية. من هناك نُقل المهاجرون إلى مراكز احتجاز أخرى في جازان وجدة.
وتابعت المنظمة إن على سلطات الحوثيين التحقيق مع القادة والمقاتلين المسؤولين عن القتل والطرد القسري وغيرها من الانتهاكات ضد المهاجرين الإثيوبيين في محيط الغار، ومعاقبتهم بشكل مناسب. كما دعت السعودية إلى التحقيق مع عناصر وضباط في حرس الحدود على خلفية ما وصفته "إطلاق النار غير القانوني".
عناوين ذات صلة: