آراء

الشيخ النجدين الذي أذاق العكفة الويلات في سنة الحريق 1955

د. فاروق ثابت يكتب: الشيخ النجدين الذي أذاق العكفة الويلات في سنة الحريق 1955


مطلع أغسطس الجاري مرت الذكرى السادسة لرحيل الشيخ القيل قائد محمد صالح النجدين، الذي أذاق هو ومجموعة من أحرار الحوبان عكفة الإمام الويل إثر تعدي الأخيرين على أملاك رعيته في قرية النجدين بالحوبان شمال شرق مدينة تعز.

وهو الأمر الذي دفع الإمام لإرسال كتيبة مسلحة للثأر من الحوابنة، فتنبه الفلاحون لمقدم العكفة مسلحين بالبنادق والمدفعية، واعتلوا الآكام والجبال، أخذ كل منهم موقعه وجندلوا عدداً كبيراً منهم، فاضطر العكفة لإحراق المنازل وقصفها وقتل ونهب الماشية حينها ومروا على معظم قرى الحوبان يحرقونها، وسمي ذلك العام عند الحوابنة ب"سنة الحريق" وقد روى ذلك الشيخ ذاته الحدث بلسانه.

وهو الحريق الذي تسبب بانقلاب 1955 والذي رآه الإمام أحمد حينها فرصة مناسبة للتخلص من الثائر أحمد الثلايا والإطاحة به من منصب قيادة الحرس وسجنه لأنه كان ينسق سراً مع شقيقه عبدالله للانقلاب على الإمام أحمد، فتنبه الثلايا وبادر بالانقلاب مع شقيق الإمام عبدالله الذي تم توليته الحكم بموجب الانقلاب الذي لم يدم أياماً بعد استمالة الإمام حرس القصر الذين كانوا يفرضون عليه إقامة جبرية بجنيهات الذهب وبعد ذلك قبض على شقيقه والثلايا واعدمهما (انظر كتاب مذكرات الأستاذ النعمان).

يعرف عن هذا الشيخ، وهو خال والدتي، ذكاؤه وحكمته، وهو ثاقب رؤية وذو كاريزما لا يخاف أحداً.

وهو ذاته صاحب مقولة "مهر عجوز" للرئيس السابق علي عبدالله صالح بعد أن تم تعويضه ورعيته عن أرض تم السطو عليها من قبل ضباط على الفلاحين في منطقة الحوبان، ويقصد بالمقولة أن التعويض كان بخساً. والتقاه صالح بعدها بعقود وتذكر المقولة طالباً منه تفسيرها. الرحمة والخلود له.

* نيوز يمن

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى