كلام مهم من حكيم شبواني

عادل الأحمدي يكتب: كلام مهم من حكيم شبواني

متابع ملهَم من أبناء شبوة زارني ودار نقاش من أروع ما يكون حول الإمامة والشعب والتاريخ والمستقبل، وعن خطورة ترك الساحة خالية من فكر وطني متماسك.
قال لي: مشكلتنا أننا ظللنا نذهب بأنجب أبنائنا وبناتنا سواء أوائل الجمهورية والمحافظات أو أصحاب المعدلات العالية، نذهب بهم لدراسة الطب والهندسة والطيران وتركنا العلوم الإنسانية والتاريخية والفلسفية والسياسية لمن لم يسعفه معدله الثانوي للانتساب بكلية الطب أو الهندسة، ولهذا أنتجت البلاد أطباء ومهندسين عباقرة أغلبهم الآن موظفون في مستشفيات ومعامل الدول الأخرى، بينما تخلو البلاد من المفكرين والمؤرخين العباقرة فجاء الحوثي ليجد أمامه الفراغ.
نعم نحتاج للطبيب وللمهندس ولكن شجعوا أيضاً بعض النجباء والنجيبات من أبنائكم لاقتحام الأقسام الفكرية والسياسية ليأتي منهم الهمداني ونشوان وبامطرف والأكوع الحوالي وعلي عبدالمغني... لا تترددوا فلن تظل حالة العوز تلاحق نوابغ الفكر لأن إفقار هذه الشريحة بالأمس كان خطة خبيثة من مخلفات الكهنوت السلالي وعلينا إصلاح هذا الخلل.
رحم الله الدكتور عدنان الشرجبي أستاذ علم النفس بجامعة صنعاء وأسكنه فسيح الجنان.
قبل يومين أقدمت عصابة الظلام بإغلاق بعض أقسام النور في جامعة صنعاء بحجة تدني نسبة الإقبال. يا لها من حجة واهية من عصابة سلالية لا تنتعش إلا وسط الجهل والظلام.
إغلاق أقسام اللغة العربية والفرنسية والآثار والسياحة وقسم المكتبات والمعلومات، إجراء يفترض أن تنوقف عنده كثيرا وألا يمر مرور الكرام.
هم بهذا الإجراء يدشنون حربهم على الطلاب بعد أن شنوا حربهم على الدكاترة والأساتذة بقطع رواتبهم وجعلهم من أكثر فئات المجتمع عوزا وفقرا، بل وإذلالهم وسجنهم كما حدث للدكتور عدنان الشرجبي الذي اعتقل بلا سبب ومات بعد إطلاقه بأسبوعين.
لا يكره الكهنوت الحوثي أن يغلق كل المدارس والجامعات التي بنيت منذ 26 سبتمبر 1962. مناه أن يكون الشعب كله أعمى وعلى عيونه عصابة.
لقد أفزع الكهنوت من صحوة طلاب الجامعات في مناطق سيطرته الذين جعلوا احتفالات تخرجهم أعياداً وطنية ورسائل عميقة الدلالة.
ينبغي إيقاف هذه الماكنة السلالية التدميرية الحاقدة حتى نستعيد بلادنا، ينبغي أن يتحرك المجتمع بمناطق الميليشيا وألا ينتظر مجيء قوات الشرعية أو نجدة التحالف، لأن الوقت يمر، وبإمكان المجتمع أن يفعل الكثير لإيقاف هذا النزيف المخيف، وبدون أن يلحقه أذى من جهة المليشيا، فعندما ترتفع الأصوات من هنا وهناك وتتحدث الكيانات والنقابات والوجاهات فلن يستطيع الحوثي تكميم أفواه الجميع، ولن يملك إزاءها سوى التراجع، وهذا متطلب إجرائي في حدود المتاح اليوم مع يقيننا أن البلد لن يتعافى إلا بدفن الكهنوت في مزبلة التاريخ، وإلى الأبد.

* نقلا عن موقع الساحل الغربي.

عناوين ذات صلة: