ملامح مضيئة من جهود المملكة في اليمن
فؤاد المنصوري يكتب: ملامح مضيئة من جهود المملكة في اليمن
منذ بداية انطلاق عاصفة الحزم وما قبلها كانت جهود المملكة العربية السعودية هي حائط الصد الضامن لعملية الاستقرار في اليمن.
مر ذلك بمراحل متعددة بدأً بالمبادرة الخليجية وأليتها التنفيذية مروراً بعاصفة الحزم التي كانت نقطة التحول في تعزيز العلاقات بين البلدين الذي يوحدهما مصير مشترك
وما نتج من دعم لا محدود في مختلف المجالات بما يضمن استعادة الوطن المخطوف من الميليشيا الحوثية وليس انتهاءً بمؤتمر الرياض.
وسيكون تركيز هذه السطور على ما بذلته المملكة من أجل أمن واستقرار اليمن وبشكل أكبر على مؤتمر الرياض ومخرجاته التي سعت المملكة من خلاله إلى تنظيم وتوحيد جهود المكونات اليمنية تحت إطار السلطة الشرعية بما يخدم القضية الجامعة المتمثلة بتحرير الوطن من سطوة الانقلاب.
لقد كرست المملكة جهودها عبر سفيرها في اليمن وفريق عمله على رأب الصدع ومعالجة الاختلافات والتباينات التي نشأت بين المكونات الوطنية وحرفت مسار المعركة نتيجة سيطرة طرف بعينه على مفاصل القرار والممارسات التي افضت إلى إقصاء ووتهميش بقية الأطراف إضافة إلى تمكن بعض القوى الإقليمية من تجنيد بعض العناصر لاضعاف الشرعية وتوجيه عمل هذه العناصر إلى تثبيط من الداخل وعملها على تكريس الهزيمة وتعزيز نفوذ وبقاء الانقلاب .
إضافة إلى نجاح العناصر المرتبطة بالقوى المعادية للتحالف في تغذية الخلاف بين المكونات اليمنية وتعزيز استعداء بعضها بعض مما أدى إلى تحول الخلاف من مجرد تباين سياسي في الرؤى والأفكار إلى نزاع مسلح ودموي ساهم في توقف معركة التحرير وخلق حالة من الفوضى في مناطق سيطرة الشرعية حد تعطل عمل الحكومة وفشلها في ممارسة مهامها في صناعة وتحقيق الاستقرار المنشود .
كلما سبق أسهم وساعد الانقلاب على استعادة زمام المبادرة وتمكنه من السيطرة على بعض المناطق المحررة مستغلاً انشغال خصومه فيما بينهم واتساع رقعة الخلاف والمواجهات ووفر له المناخ المناسب للتحرك والاجهاز على ما أمكنه الإجهاز عليه بقدراته وبتواطئ أحياناً من البعض .
حاولت في المقدمة السابقة التمهيد لما أسعى للحديث عنه والمتمثل في نجاح حكومة المملكة عبر سفيرها في اليمن محمد ال جابر وفريق عمله وبإشراف مباشر من قيادة المملكة في دعوة كل الأطراف المتصارعة للجلوس على طاولة الحوار للخروج بحل شامل لكل الخلافات العالقة وهو ما تم عبر ما بات يعرف باتفاق الرياض.
ولأن الخلافات لم تكن بالهينة فقد استمرت المفاوضات لفترة طويلة واستمرت خلية العمل بقيادة سعادة سفير المملكة على سد كل الثغرات بما يحقق الحل الشامل وهو ما تم التوصل إليه عبر اتفاق الرياض واستمر العمل حتى دخوله حيز التنفيذ منذ مدة عبر تعيين محافظ ومدير أمن لعدن والشروع في تنفيذ الشق العسكري والامني وهو ما أعلن عن البدء في تنفيذه منذ أيام وسيتوج خلال الأيام القادمة بإعلان الحكومة المكونة من كل الأطراف.
هذه الحكومة التي أثمرت جهود الوساطة والحوار الذي رعته المملكة بتشكيل هذة الحكومة وبما يخلق التوافق الوطني الذي كان مفقوداً قبلها هي التي ستتولى عملية إعادة ترتيب وتطبيع الاوضاع العامة في المناطق المحررة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً إضافة إلى إشرافها على استعادة حيوية الجبهات وتوحيد جهودها بما يكفل تحرير باقي المحافظات القابعة تحت سيطرة الإنقلاب الحوثي في الوقت الذي يقف من خلفها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية باعتبارها الوسيط والمشرف والضامن لتنفيذ الاتفاق.
ولم تقتصر جهود المملكة على استعادة العملية السياسية حيويتها عبر مخرجات اتفاق الرياض الذي أثمر بتشكل حكومة مصغرة مكونة من جميع الفرقاء
وما سيكون لذلك من أهمية في تركز العمل على محاربة الانقلاب واستعادة البلاد إضافة لتعزيز عملية الاستقرار التي ستكون نتيجة حتمية للعمل في ظل جهود موحدة تعود بالنفع على المواطنين بشكل عام.
ولم تتوقف -بالتزامن مع صياغة بنود اتفاق الرياض- عجلة العطاء والتنمية التي تجود بها حكومة المملكة وسفيرها طوال الفترة الماضية والمتمثلة بأنشطة البرنامج السعودي للتنمية وإعادة إعمار اليمن الذي مد جسور العطاء وضاعف العمل في مختلف المجالات التنموية والخدمية بقيادة المشرف العام على البرنامج سعادة سفير المملكة لدى اليمن محمد آل جابر.
حيث عمل البرنامج السعودي على زيادة وتيرة العمل ومضاعفة المشاريع وتنفيذ العديد من الخدمات الحيوية المختلفة وهو ما جنى ثماره المواطن في مختلف المناطق المحررة وهو مالا استطيع استعراضه والحديث عنه في هذه السطور .
وفي ذات الوقت لم تتوقف الجهود السياسية والدبلوماسية التي تقودها المملكة عبر سفيرها في اليمن لتكريس حضور القضية اليمنية في المحافل الدولية والدفاع عنها في كل الفعاليات السياسية محذرة من خطر تمدد وبقاء الانقلاب الحوثي وما يمثله من تهديد على حياة الشعب اليمني والمنطقة العربية بشكل عام باعتباره أداة للمشروع الإيراني الرامي لزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والجزيرة العربية.
تلك التحركات الجادة هي ما حافظ على حضور القضية اليمنية وضاعف من عمل المجتمع الدولي في اليمن عبر تقديم المساعدات وتأكيده على دعم الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة اليمن وتجديد دعمه للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً حتى فرض سيطرتها على كل اليمن.
كل ذلك بفضل تحركات المملكة الدبلوماسية التي لم تتوانى أو تتوقف حتى في الوقت الذي توقفت فيه الحكومة الشرعية عن ممارسة أعمالها نتيجة حالة الصراع بين مكوناتها وفقدانها التام للقدرة على التحرك ومواصلة النضال.
لقد تجلى حرص المملكة بوضوح في مختلف مناحي الحياة بما يضمن أمن واستقرار اليمن وسلامة ووحده أراضيه وبما يخرس كل الألسن المشككة في ما تقدمه وتبذله من أجل اليمن وسلطته الشرعية.
وهو ما لا يخفى على كل ذي عقل حيث تحركت سياسياً من قبل الحرب عبر المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وصولا لاتفاق الرياض.
وتحركت عسكرياً عبر تقديمها الدعم اللامحدود لتشكيل الجيش الوطني ومده بالسلاح في كل الجبهات ومساندتها عبر طيرانها في مواجهة العدو الحوثي بالضربات الجوية ومشاركة جنودها في عملية التحرير.
وتحركت دبلوماسياً عبر تبنيها للقضية اليمنية في مختلف المحافل الدولية وحشد المجتمع الدولي لتأييد قرارات مجلس الأمن .
وتحركت تنموياً وإنسانياً عبر البرنامج السعودي للتنمية وإعادة إعمار اليمن ومركز الملك سلمان للإغاثة .
وتحركت اقتصادياً عبر تحملها لرواتب موظفي الدولة مدنياً وعسكرياً بما يخفف على الدولة وميزانيتها المحدودة إضافة للمنح والودائع النقدية التي قدمتها الواحدة تلو الأخرى للحفاظ على استقرار العملة الوطنية وانقاذها من الانهيار.
كل ذلك قدمته وتقدمه المملكة العربية السعودية بروح أخوية خالصة.
وهو ما تحقق بهمة وجهود سعادة سفير المملكة لدى اليمن محمد آل جابر الذي كان حلقة الوصل بين قيادة البلدين وبحرص ذاتي منه وإحساس بالمسؤولية سعى من خلاله لتخفيف معاناة الشعب اليمني وهو ما كان له عظيم الأثر وسيحفظ في ذاكرة الاجيال وبما يؤثر بشكل ايجابي وفاعل على حاضر ومستقبل اليمن فشكراً لقيادة المملكة ممثلة بجلالة الملك / سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وولي عهده الأمين الامير / محمد بن سلمان وللامير / خالد ابن سلمان والذي لعب دورا حيويا ومهما فيما تحقق والشكر والامتنان لسعادة سفير المملكة في اليمن محمد آل جابر الذي كان عامل النجاح في كلما تحقق وسيتحقق في المستقبل.
وكلنا ثقة أن المرحلة القادمة ستكون مختلفة وملبية لكل التطلعات بتضافر الجهود اليمنية وبدعم الأشقاء حتى تحرير كامل البلاد واستعادة العاصمة صنعاء وكل شبر في اليمن من قبضة الميليشيا الحوثية الكهنوتية المدعومة من إيران .
امين عام منظمة سلام بلا حدود العالمية
ورئيس رابطة الاعلام التنموي
عناوين ذات صلة: