[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

لا تكمموا أفواه اليمنيين ولا تصموا آذانكم عن أنينهم فهو بركان ثورة قادم

عمار التام يكتب: لا تكمموا أفواه اليمنيين ولا تصموا آذانكم عن أنينهم فهو بركان ثورة قادم


بعد خمسة عقود من عمر الجمهورية حلت الكارثة باليمنيين وأسقطت الدولة وشرد ونزح الملايين في أماكن النزوح المحلي ودول الشتات العالمي.
هي ذاتها أم الخبائث أصل الداء وعدو اليمن والدولة، إنها الإمامة القائمة على فكرة الهاشمية الإستعلائية العنصرية بمكوناتها العرقية (الهاشمية، الطبرية، الديلمية، الفارسية، القحطانية المغيبة بمشجرات النسب المدعى)، لتشكل بمجموعها كياناً عنصرياً معادياً للقيم الإنسانية والوطنية والدينية.
هي هي.. نكبة اليمنيين اليوم كما الأمس القريب والبعيد. وأصبحت الهاشمية الاستعلائية سياجا فكريا ومشروعا سياسيا احتلاليا مغايرا للهوية اليمنية بتاريخها وجغرافيتها ودينها ولغتها، لا عدو لها إلا اليمن ودولته وشعبه خلال ألف عام من الصراع، فلا هي تخلت عن فكرتها ولا اليمنيون سمحوا لها بالحكم.
لكنها حافظت على إعادة انتاج نفسها في كل مرحلة بعاملين متعلقين باليمنيين وهما التسامح وغياب المشروع القومي اليمني الشامل خلال ألف عام من فراغ القيمة الوطنية عقب حركة الفتوح الاسلامية المباركة.
كما أن هناك عوامل ذاتية ساعدت الإمامة على إنتاج نفسها بكل مرحلة نذكرها بما يقتضي السياق إجمالا (الانغلاق، الاختراق، الصوافي والأوقاف، الاستعداد للهزيمة بكل مرحلة، بذور الفكر الإمامي في الفكر الإسلامي والوطني) وستفرد لها قراءات أخرى.
اليمانيون اليوم من كل موقع وعلى كل منبر وهم يعيشون التغريبة اليمنية في مناطق الشتات وأماكن النزوح ويتجرعون القتل والخطف والجوع والإرهاب الهاشمي الاستعلائي بكل جبهة وحي ومدينة وقرية مظلومون: لهم حق الجهر بمظلوميتهم وإسماع العالم صوتهم وخاصة المتعاطفين مع الجلاد ضد الضحية.
كل ما يعانيه اليمنيون نتيجة لخمسة عقود من غياب الهوية والقيمة الوطنية، ومن التدمير الإمامي الهاشمي الممنهج من داخل مؤسسات الدولة بسبق إصرار، وخاصة في السلك الدبلوماسي، ليكون يوم 21 من سبتمبر 2014م نتيجة حتمية، وثمرة طبيعة لتلك العقود من تقويض الدولة ونخر المنظومة الحزبية والمجتمعية من داخلها، ليستيقظ اليمنيون على فاجعة الكارثة.
ما حدث لم يكن حدثا عابرا ولا انقلابا سياسيا ولا حربا أهلية. هكذا يفترض اليمنيون بعمق في القراءة والتحليل.
ويتصدر المشهد الفكري والثقافي والإعلامي اليوم هنا وهناك كردة فعل طبيعية لما حدث، أصوات وأفكار ورؤى غير موجهة، دوافعها وطنية بحتة للبحث عن أصل المشكلة، وتسعى لبلورة رؤية موحدة تساند المعركة المصيرية لليمن.
هذه الأصوات لا يجوز شيطنتها وإن شطت في الفكر، كما يحرم تصنيفها وإن تجاوزت في تصانيفها، هذه الأصوات التي تشكل ظاهرة الوعي بل هي رأس مال المشروع القومي اليمني ولا عزاء لليمن إن تم التفريط بها.
هذه الأصوات ليست طائشة لكنها فتية في عنفوانها، ليست ممولة ومدفوعة بل هي ذاتية مبدئية، وإن تسلل من يريد لها الموت في مهدها فهي قادرة على تمييز صفوفها، ليست مستأجرة بل ثكلى تكتب الحبر بلون الدم، وتغني للوطن بأنين المقهورين من أبناء شعبنا.
الكاتب والإعلامي اليمني يكتب من داخل الوطن وخارجه في الوقت الذي يسمع فيه نبأ غالٍ من الأبطال يرتقي شهيدا بمعركتنا المقدسة، أو نبأ مقتل قريب يمني مغيب في صفوف طفيليات الاحتلال الهاشمي أو اختطافه أو خروجه مشلولا أو مجنونا من محاكم التفتيش السلالي أو منهوبا من لصوصها.
لا تكمموا أفواههم بذريعة التعقل بعد تجاوز المعقول: ماذا سيحدث؟ سيقتلون؟ قتلوا. سيسجنون؟ سجنوا. سينقلبون على دولتنا؟ انقلبوا.. وجاري التجريف للهوية اليمنية وللجغرافيا من قبل المحتلين.
اسمعوا اليمنيين واحتووهم وهذبوا ما نبا من كلامهم، وغادروا مربع الإهمال والتطنيش للعمل الفكري والثقافي التوعوي المخزي خلال ست سنوات في معركتنا المقدسة.
نعم فإن حالة الركود الفكري والثقافي ليست بريئة أبدا في الوقت الذي يجعلها المحتلون أولى الأولويات لديهم وبسببها يسوقون آلاف المغيبين من أبناء شعبنا، خذلانا منا وتفوقا دعائيا وتضليليا منهم.
لن تحسم المعركة بدون وهج الفكر ووقود الأدب والشعر والفن المعبر عن روح المشروع الحضاري الجمهوري، فمارد الثورة لم يكن سوى انعكاس لفكر الزبيري والنعمان والإرياني وعلي عبدالمغني وغيرهم ممن تربعوا على رأس المشروع الوطني.
لا تجعلوا أصحاب الفكر والأدب والشعر والفن يتكففونكم لانتظار نزر عطاياكم لتلميع شخوصكم أو لترديد تلقينكم، بل تبنوهم وافتحوا المجال أمامهم وسخروا كل الإمكانات ليشعلوا فتيل ثورة شعبية شاملة.
إلى إخواننا اليمنيين قريبي العهد بالانتساب للهاشمية العنصرية، نحن لا نرى فيكم سوى أنكم يمنيون إخوة لنا في الدين والمشروع الجمهوري الذي على رأس أهدافه: إلغاء الفوارق والامتيازات بين الطبقات، لم نقبلكم بيننا كهاشميين، بل كيمنيين، لكم ما لنا وعليكم ما علينا وكفى.
لستم هاشميين ولا نحن قحطانيين، بل كلنا يمنيون (قحطانيون وبقايا الترك والفرس والاحباش والهنود والقرشيون، كلنا يمنيون تجمعنا حقوق المواطنة على رقعة جغرافيا اليمن، وقبل ذلك أخوّة الانسانية والإسلام).
فلا تجعلوا لأنفسكم ميزة تنقض إيمانكم بالجمهورية، وتنفي إنسانيتكم وإسلامكم فلن نقبلها.
أيها الأحبة لماذا نرى التحسس غير المبرر حين نعمل على تفنيد جذور فكرة الاحتلال الهاشمي كما يسمي نفسه، لنختصر وقت وجهود المعركة اليوم؟!
إن كان هناك من غرابة يا أحبتنا فالغريب تواريكم عن المشهد الفكري والثقافي لمواجهة الفكرة الهاشمية، وعدم تصدركم منابر الإعلام لفضح عنصريتها، وتستركم خلف لافتة السنة ضد الشيعة فقط من منطلق المواجهة الطائفية: والتي نؤكد أن اليمن لن ولم تكون إلا مقتفية لهدي خاتم الأنبياء والرسل محمد عليه الصلاة والسلام، مع وجودكم في ميادين أخرى بالمعركة.
لكن بدلا من عنائنا في البحث عن خبث وعنصرية الاحتلال الهاشمي، وتأثر عوام الشعب بزيف هشاهشهم، اختصروا لنا الطريق يا إخواننا فأنتم من ضحاياهم مثلنا، وتحية لكل من يعلنون موقفهم بوضوح، وهم منسوبون لأسر علوية، وعتبنا على البقية ممن توارى.
يا إخوتنا وأحبتنا لا نجد غضاضة في توليكم أي منصب كيمنيين بالكفاءة: لكننا ننبهكم أن تتوخوا الحذر في التعيينات على خلفية سلالية والتهميش للكوادر الوطنية لتمارسوا السلوك الهاشمي الإمامي بلافتة السنة، سواء كنتم في الإصلاح أو المؤتمر أو الاشتراكي أو بدون حزب.
أعين اليمنيين اليوم مفتوحة، وصوت العقل يدعونا جميعا أن نرسي قيم المواطنة ونقيم الدولة على هوية الجغرافيا والدين واللغة، وإن اختلفنا في التاريخ مع أن تاريخ اليمن فخر لنا جميعا.
أخيرا نقول إذا كانت حياة الاحتلال الهاشمي الإمامي معنا حربا، فإن حربنا معهم حياة.
نعرف عنصريتهم وكهانتهم ويعرفون نضالنا ومقاومتنا.
يسرجون خيول الغزو ونشحذ سيوف المواجهة.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى