شعر وأدب

تَوْقْ

قصيدة للشاعر محمد إسماعيل الأبارة بعنوان: تَوْقْ


سِتٌّ عجافٌ سقتْنا اليأسَ وارتحَلَتْ
هَلْ ما ستأتي سِواها، أمْ لها انْتَعلَتْ.؟

أعامُنا المُقْبلُ استَجْلى ملامحَهُ
من هَمِّنا أمْ دُجًى مِن بعضها انتَسَلَتْ؟

أمَا سَبَرنا بها أغوارَ خيبتِنا؟
أم أنَّنا أمَّةٌ بالخَيبةِ اتَّصلَتْ؟

سِتٌّ رَحَتْنا الرزايا وانقضَتْ وَحَشَا
شِفارِها ثَمَّ ما فُلَّتْ ولا ثَمِلَتْ

سِتٌّ سَفَحنا على أعتابِ شهْقتها
عقولَنا حين في أكفانِها اعتُقِلَتْ

هنا لسخريةِ الأقدار سُخرتُها
قطعانُ غيٍّ على أوثانها اتَّكلتْ

سِتٌّ مضَتْ مُثقلاتٍ بالجُنون وكَمْ
لِزنْدهِ أذْعنَتْ عِشْقًا وكمْ حَبِلَتْ

لا تصمتُ الأنَّةُ الحَرَّىٰ إذا احتدمَتْ
في أمَّةٍ سُحبُها في جُرحِها صَهَلَتْ

سِتٌّ سقتْها يدُ الشيطان كُلَّ لظًى
فأشعلت كلَّ ما في الحَقْل واشتعلتْ

صبَّتْ علىٰ شوقِنا غِسْلِينَها حِمَمًا
وأعمَلَتْ في عُرانا النَّسفَ فانفصلتْ

كأنها من هَجيْجِ الحِقدِ مُوْقدةٌ
ومِن حِبال الرزايا والردىٰ غُزِلَتْ

فهلْ سيخضرُّ آتٍ من براثنها
والأمنياتُ استكانتْ ثَمَّ وانجَدَلَتْ

بَلىٰ، سيهتزُّ تيارُ الحياة إذا
أشواقُ هذا الثرىٰ بالعزَّة اكتَحَلَتْ

19 ديسمبر 2020

عناوين قد تهمك:

زر الذهاب إلى الأعلى