آراء

رحلت أم المبدعين.. رحلت نجيبة حداد

زين العابدين الضبيبي يكتب: رحلت أم المبدعين.. رحلت نجيبة حداد


رحلتْ عن دنيانا اليوم ماما نجيبة حداد أم المبدعين وصاحبة اليد الحانية التي دفعت الكثير منا في بداية الطريق ومنحت لنا قلبها وصعدت بنا من الظل إلى المنصات والأضواء وبقيت تراقبنا عن كثب حتى تجاوزنا قلق البدايات وتشاركنا كل نجاح.

لقد كانت أماً لكل من عرفها وسحابة عطاء تهمي في كل اتجاه. كان شغفها بالإبداع واهتمامها بالمبدعين هو مشروع حياتها.

لم يأخذها المنصب يوماً من صغارها أو انعكس في شخصيتها كما يفعل بالآخرين. وربما هي الوحيدة التي عكست القاعدة فمن خلال منصبها صارت هي من تتقرب للناس أعني الناس البسطاء وكل من يحمل بذرة موهبة لتقدم له العون والتشجيع فتظل تنمي موهبته وتبث في صاحبها الطموح والأمل حتى يثبت أقدامه في دنيا الابداع.

ماما نجيبة. بهذا الاسم كانت تحب أن تُنادى وتجيب النداء، كأي أمٍ حقيقة.

وبرغم مشاغلها فقد كانت الأم الأحنى للجميع فلا يشعر أحدنا وهو في حضرتها أنه أقل مكانة من سواه، حيث عاشت كأي أمٍ حقيقة توزع حلوى الود والرعاية والمحبة بالتساوي بين جميع الأبناء.

ماما نجيبة حداد، حديقة الأمومة الوارفة والدائمة الخضرة والدانية الظلال. السيدة التي عاشت بسيطة أنيقة تعطي أكثر بكثير مما تأخذ، هذا إن أخذت أصلاً. والتي رحلت محفوفة بالمحبة التي زرعتها في قلوب كل من عرفها أو عمل معها.

يا للفاجعة والوجع فقد خطفها منا اليوم فيروس كورونا اللعين واسترق روحها في الغربة بعيداً عن اليمن الذي تعشق وتحب، اليمن الذي وهبت عمرها من أجله وخدمة لأبنائه بلا كللٍ أو ملل.

منذ عرفناها وحتى تقاعدت قبل سنوات قليلة وظلت كذلك حتى تغمدها الله بواسع رحمته.

رحم الله ماما نجيبة حداد التي لا يمكن أن تتسع الكلمات لعظمة شخصيتها المتفرده ولمواقفها الكثيرة والنبيلة، حد أن ليس بمقدورنا مهما حاولنا أن نعبر عن شكرنا وامتناننا لها أو عن الأثر الطيب الذي تركته في نفوسنا.

رحم الله أجمل وأنبل الأمهات، وخالص العزاء لنجلها مازن ولجميع أهلها ولكل من عرفها. وجعُنا كبير برحيلك عنا أيتها الأم الفاضلة وفادحٌ هو يُتمنا من بعدك.

ابنك الأسيف: زين العابدين الضبيبي

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى