إب الحمراء (شعر)
أنس الحجري يكتب: إب الحمراء
أين الندى يا بلادي منكِ والشجرُ
هل هذه أنتِ؟ كلا، هذه سقرُ
صوت المآذن مرهونٌ لقاصفها
وحالُ عبّادها يندى له السحرُ
لا شيء أخضر في بعدان يفتنني
تصحر الزرعُ والأيامُ والبشرُ
يا كم تنازلَ حتى صار أمثلةً
على الخنوعِ وكلباً ما له خطرُ
ما قابل الناس إلا فاغرا فمه
لباصقٍ، أو لأمّارٍ فيأتمرُ
وقومه! كيف خابوا في عقولهمُ؟
كل المجانين في أحيائهم ظهروا
يمشون والركب لا رأياً ولا هدفاً
وأينما سمعوا (درباجةً) سمروا
سيوفهم في صفوف الخصمِ مشهرةٌ
وصوتهم في فراغ القول منحصرُ
ذئاب (إيران) تعوي في مطارحهم
وهم على بعضهم يطويهم الخورُ
عاد الخريفُ وساد الليلُ واحترقت
جناتنا وجفانا الله والقدرُ
وأورق الموتُ أكفاناً وأضرحةً
فينا، وما زال يقلينا فننتحرُ
لا شيء يثمر في هذي البلاد سوى
رؤوس أبنائها، صانوا أم اتّجروا
إذا أعدّ غزاةُ الأرض خطتهم
تساهلوا أمرها أو ساقها نفرُ
يعيث في الناس قتلاً كيف طاب له
حتى إذا نطقوا سيقت لهم بقرُ
يا سفح بعدان من أبعدتَ عنك؟ إذا
كل الخيانات عن يمناك تنحدرُ
يوماً سيسألني عن أمه ولدٌ
ماذا أجيب؟ أأهل القاتل اعتذروا!!
والساهرون بلا ضوءٍ على بلدٍ
لنهب ما فيه لا من أجله سهروا
رؤوسهم تتدلى خلف أظهرهم
كأنما كل رأسٍ فوقه حجرُ
نحن الذين منحناهم أصابعنا
واليوم تسخر منا كلما ذكروا
أنى تقوم لهذي الأرض قائمةٌ
وأهلها بخطى الأقيال ما عبروا
عناوين قد تهمك: