[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

مواجهة الإمامة إثبات صدق الانتماء لليمن

همام الوافي يكتب: مواجهة الإمامة إثبات صدق الانتماء لليمن

هذا البلاء المسيطر على الساحة الوطنية، لا يمكن له أن يزول طالما ونحن بعيدون كل البعد، من أصل الحل وفصل القضية.
استدراج القضية نحو الضياع ومحاولات تمييع حقيقتها، لا يعود بالمصلحة لأحد، ولا يفضي لأي أفق.
ومن غير المعقول أن نواجه المشروع الإمامي الحوثي وفينا من يدرك حجم الخطر، ثم لا يأبه للخلاص منه، ويتجاهل الوجهة المثلى للتعامل مع الأمر، لأسباب أيديولوجية معقدة في كل الأحوال والمآلات، ثم يستمر في غير إدراك بما هو فيه، والأغرب من ذلك أن تجده يحاول إقناع نفسه باحتمالية صواب وجهته، في حين أن الصواب بيِّن، وليس هناك أي داعٍ للاحتمالات أو غيرها.
كل هذه التعاملات مع القضية، مصبوغة بألوان أيديولوجية سياسية، أو مبنية على احتمالات قاصرة، وعليه فلا يمكن لها أن تملأ فراغ القضية مهما تعددت محاولات الإقناع بذلك.
نحن لسنا بحاجة لحل من هذا النوع، ولسنا على استعداد بتقبل حلول المحاصصة والاقتناع بها إذا ما كان الهدف منها غير الذي ترجوه الأمة اليمنية، والمتمثل بتخليصها من بلاء الإمامة وكهانتها الحاقدة.
القضية لدينا ليست وهمية، كما يظن السائحون المتجولون باسمها وعلى حسابها، بل حقيقية واضحة صريحة وعادلة، كما يؤمن بها المقاومون المرابطون في ميادينها الحقيقية دفاعاً عنها والتزاماً بضوابطها ومبادئها النبيلة.
كما أن العدو معروف بمعتقداتنا، بكل تفاصيل معتقداته السادية العنصرية، وأفكاره الضالة الدخيل على المجتمع اليمني ثقافة وهوية، ومشروعه الملالي الساساني الحاقد، وعلى هذا الأساس فالحل يكمن في ما تقتضيه مصلحة الأمة، ويحمي كيانها الضارب في عمق التاريخ، لا فيما تقتضيه مصلحة الحزب أو الفئة، أو غير مكون من مكونات هذه الأمة، وتجاهل رأي الأمة الجامع، بشأن تقرير مصيرها.
ولذلك فالسهل واليسير علينا ألا نبتعد عن الحل أكثر مما ابتعدنا، ومن بعد الآن لازم من العودة للحل الأقرب والأمثل والوحيد، ومراجعة الأخطاء والانتباه من تكرارها أو الوقوع في شراكها مستقبلاً، ومن ثم الاقتراب من تاج الحل والقضية وانتزاع حق الوجود والمصير ممن سلبونا إياه على حين غفلة من أمرنا، وإعادته لحالته الطبيعية المعروفة بسيادة النظام والقانون، لا السلالة والنسب.
والطريق إلى تحقيق ذلك بسيط وسهل علينا كأمة يمانية الهوى والهوية، وليس مهماً إن اعتبره الآخرون صعباً أو مستحيلاً، إن كان الآخرون يرون القضية من منظور فئوي أو حزبي فهذه مشكلتهم، ليست مشكلتنا، الوقت لم يعد كافياً لمناقشة مثل هذه السخافات، والمهم أن نبقى على عهد السلال وعبدالمغني والزبيري وجزيلان حافظين محافظين، أولئك الذين حولوا مستحيل مئات السنين إلى ممكن السادس والعشرين من سبتمبر المجيد.
وبهذا يجوز لنا القول: بأن العهد الذي بين اليمنيين في مواجهة سلالات الإمامة هو سبتمبر ورواده الأبرار، فمن لزمه فقد أَبَرّ أُمَّته وصانها، ومن تركه فقد عُقِم على قلبه بالعقوق والخيانة.
وبقول مفيد، فإننا على حرب وعداوة مع الإمامة وجحافلها القادمة بحقدها الدفين من أدغال الكهوف والجبال، إننا أجبرنا أن نخوض معها حربا وجودية يتحدد عليها مصير هذه الأمة ويستقيم أمرها جمهورياً سبتمبرياً دائم الدهر، لا شيء غير ذلك يمكننا القبول به أو المساومة فيه.
فمن كان همه يتفق مع هم الأمة اليمنية بهويتها وثقافتها وتاريخها فلينس الأضغان والأحقاد والانتماءات، ويصف برجليه وساعديه مع هذه الأمة في مواجهة مشروع الموت والجوع والحقد والفتنة، وإخماد تمرده على الدولة وأعراف وأسلاف المجتمع اليمني.
الإمامة ومليشياتها الحوثية المتمردة هي ضغينتنا الوحيدة، ولا حقد إلا عليها، ولا كراهية وبغض إلا لها، ولا ارتداد عن مواجهتها وحربها وقتالها مهما بلغت بنا الظروف.
حربنا يجب أن تأخذ وجهتها الحقيقية، وعلينا أن ننسى كل الانتماءات الحزبية والسياسية، فقط يبقى الانتماء الأوحد، وهو الانتماء لليمن، فينا نابضا حيا حاضراً في كل ظرف للزمان والمكان.
وبقدر ما يكون صدق الإنتماء ثابتاً في النفس، يأتي النصر متوجاً مهيباً، كاملاً مكملاً، حقيقاً محققاً.
اليمنية انتماء صادق ليس ادعاء كاذبا. والصادقون بانتمائهم لليمن وحدهم الذين يتحدثون على لسان كافة اليمنيين، ويقاتلون من أجل عزة وكرامة الأمة اليمنية بكل أبنائها وقبائلها وفئاتها، وحدهم الذين تمردوا على نظريات وأدبيات التيار والحزب والجماعة، حين استشعروا خطر الإمامة.
أما المدعون فقد ضلت بهم السبل وتفرقت بهم الآراء، وانعدمت لديهم الحيل، تاهت بهم الآفاق، واختلط عليهم الأمر، دائماً ما تجدهم يكذبون أصدق الصادقين، ويطعنون أشرف الرجال، ويستهينون بتضحيات الأوفياء، ويستخفون بمواقف النبلاء..
هؤلاء هم العاجزون عن إثبات يمنيتهم وصدق الإنتماء لها، ربما يتصرفون عن جهل أو غباء أو أنانية، ولكن بكل الأحوال يظل سجل اليمن الكبير مفتوحاً أمام الجميع، فإنه_ وبهذه المرحلة الفارقة في تاريخ اليمن _ كل شيء يهون إلا أن تظل متخلفاً عن ركب اليمنيين مع أن الفرصة متاحة، وأن تبقى منعكفاً في عُشّ الإمامة، ولديك الحيلة، للخروج منه أو حتى عدم الدخول فيه.
عناوين ذات صلة:
زر الذهاب إلى الأعلى