آراء

الإمامة الزيدية واحتراف الدجل والكهانة

بلال الطيب يكتب حول: الإمامة الزيدية واحتراف الدجل والكهانة


قبل توليه الإمامة، أخترع القاسم بن محمد نظرية السيطرة على الجن، والاتصال بالملائكة، ولو تتبعنا ما ذكره كاتب سيرته المُطهر الجرموزي حول ذلك، لوجدنا الكثير من الأحداث البعيدة عن الحقيقة، وغير المُستساغة عقلًا ولا منطقًا، وإنما أراد ذلك المُؤرخ أنْ يضفي على سيده هالة أسطورية روحية؛ خاصة وأنَّ الأخير كان مغمورًا، مشكوك النسب.
ذكر المُؤرخ الجرموزي أنَّ أم القاسم بن محمد سمعت لحظة ولادته صوت ردد الشهادتين دون أن تعلم مصدره، وأنَّه - أي الإمام - كان يتردد في باكورة شبابه على سوق بيت عذاقة من بلاد مسور، وأنَّ المسيخ الدجال كان يطل على الناس مُتنكرًا، يُضللهم ويفسد عليهم دينهم، وأنَّ القاسم اكتشفه دون سواه، ثم قام بمطاردته، وأجبره على الفرار، وعلى عدم العودة لذلك السوق مرة أخرى!
أما المُؤرخ زبارة فقد ذكر هو الآخر أنَّ سكان مدينة صنعاء ألفوا في فترة من الفترات، ولمدة شهرين مُتتاليين سماع منادٍ في الليل ينادي: «يا إمام، يا قاسم»، وأنَّهم في كل مرة ذهبوا بها إلى مصدر الصوت لم يجدوا شيئًا، اللافت في الأمر أنَّ القاسم كان حينها مُقيمًا في ذات المدينة، ويعمل مدرسًا بمسجد داؤود بن المكيني.
غير الكذب، والدجل، والشعوذة، اشتهر المنصور القاسم بتعصبه المذهبي الجارودي، وسبه للصحابة، وتكفيره لمُخالفيه، وقتله لهم إذا لزم الأمر، وحين ظهر أحد المتصوفة في صنعاء - وكانت آنذاك خاضعة للأتراك - تسلل إليها ليلًا، وكمن للفقيه الصوفي في أحد الأزقة، وأرداه قتيلًا، بعد أن شج رأسه بعمود، حتى أخرج دماغه من بين أذنيه، ثم خرج من المدينة خائفًا يترقب.
الإمامة عند المنصور القاسم «أعظم الدين وأكبره»، وراسل أنصاره في بداية دعوته قائلًا: «أدعوكم إلى الله، وفي شرائط الإمامة، فأنا الحجة عليكم يوم القيامة»، وأضاف: «فإنَّ الله أوجب عليكم طاعة أئمة أهل البيت، وحرم عليكم مُخالفتهم»، ودعا على من تخلف عن نُصرته من أبناء المناطق الشمالية قائلًا: «اللهم افتح عليه أبواب المصائب، وامحق دنياه وآخرته، والعنه لعنًا وبيلًا، واغننا عن نُصرته».
وفي عهده - كما أفاد أحمد بن محمد الشرفي أحد أكبر مُعاونيه - «انتعش مذهب العترة عليهم السلام»، ومن أشعاره التي توضح منهجه قوله:
يا ذا المريد لنفسه تثبيتا
ولدينه عند الإله ثبوتا
اسلك طريقة آل أحمد واسألن
سفن النجا إن تسألوا ياقوتا
لا تعدلن بآل أحمد غيرهم
وهل الحصاة يشاكل الياقوتا!

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى