آراء

حيمة تعز وجرائم الحوثي.. إرهاب يستدعي التحرك

د. لمياء الكندي تكتب: حيمة تعز وجرائم الحوثي.. إرهاب يستدعي التحرك


وكأنه قدر كل مديرية وكل قرية وكل عزلة أن تواجه عنف الحوثيين وإرهابهم منفردة، لم تكن عزلة الحمية في مديرية التعزية محافظة تعز، آخر ولا أول المدن والقرى اليمنية التي ينالها هذا القدر من الحرب والقتل والتفجير للبيوت والاقتحام والاعتقال والترويع.
تخوض كل مدينة وكل قرية منفردة حربها ضد الحوثيين وتدفع فاتورة شرف أكبر. ولكنها رغم ذلك تعبر عن حالة من الخيبة العامة لدى الجميع عندما نجد إخوة وأبناء ونساء وأطفالا لنا يخوضون قدَر الحرب ويواجهون عنف الإرهاب لوحدهم عندما نكون عاجزين عن أن نكون بجانبهم.. فقط نشاهد ونسمع من أسوارنا البعيدة التي تفصل بيننا وبين أبناء وطننا وهم ينزفون دماء الكرامة.
يواجهون آلة الموت الحوثية منفردين.. بضع عشرات من المقاومين يواجهون جيشاً ولجاناً تجهزت لحربهم، يحاولون أن يمنعوا عن انفسهم وأهليهم وقراهم ووطنهم شر هذه العصابات.
في الطرف الآخر من الحيمة الجريحة ثمة مدن وقرى ومحافظات ودولة عاجزة أن تواجه أو أن تقدم الدعم اللازم لانتفاضة الحمية، مؤسف جدا أن نرى الدولة عاجزة عن إيقاف الإرهاب الحوثي بحق أهالي وسكان الحيمة، أن لا يكون بيدها أي قدرة لتحريك العالم وتحفيز القوى المؤثرة على الحوثيين لإجبارهم على وقف همجيتهم الإجرامية ووقف ما يتعرض له سكان حيمة تعز من قصف وإحراق وترويع للسكان.
كيف لم تتشكل من جرائم الحوثيين وأعمالهم العسكرية الإرهابية هناك أي ردة فعل تحتم على الدولة الضغط لدى حلفائها والمبعوث الدولي للأمم المتحدة لوقف الجرائم الحوثية!
على كل قوى الداخل والخارج أن تتدخل فورا لإنهاء المأساة ووقف الحملة الحوثية على قرى التعزية "الحيمة".
على الإعلام وكل من نعول عليهم في هذه المرحلة أن يفضحوا سياسة الانتهاكات الحوثية أمام العالم، وأمام الشعب، شعب الجمهورية اليمنية قبل الجميع، كي يقتنع الجميع أن هذه العصابات تبتلع أرضنا وتهين وتقتل شبابنا ونساءنا وأطفالنا وتدمر بيوتنا يوما بعد يوم، وأن جرائمهم لا تستثني أحدا.
علينا أن نتوقف عن الصمت إزاء ما يجري وعلى الجميع الوقوف أمام جرائم الحوثي بكل ما يمكن مواجهتها.
على العالم عدم تصنيف جرائم الحوثيين على أنها جرائم بيضاء وإرهاب أبيض لا يستدعي أي موقف يدين أو يواجه هذه الجرائم، عليه أن يتوقف عن تبرير الإرهاب الحوثي وهذا الانحياز لصف القاتل والمعتدي على حساب المدن والقرى المعتدى عليها.
على وزارة الإعلام أن تستنفر إعلاميا للتشهير بالجرائم الحوثية في الحيمة وعلى وزيرها أن يعقد اجتماعا مع الصحفيين وسفراء الدولة الخمس يوضح للجميع بالصوت والصورة حقيقة ما يجري في الحيمة.
على حكومتنا ان تصحو، وإعلامنا وقنواتنا وشبكة علاقاتنا أن تصحو من سباتها وأن تسارع بفضح الإرهاب الحوثي.
ألا تستحق مشاهد القتل والدمار والاعتقال والإحراق والهدم التي تتعرض لها قرى الحيمة في تعز أن تكون مثارا لتشكيل خلية أزمة حكومية تتابع تطورات ومجريات الأحداث والانتهاكات الحوثية وتحريك الدوائر السياسية للضغط على الحوثيين لإيقاف جرائمهم فيها.
أتمنى أن يجد مقالي هذا آذانا صاغية لدى من يمكن أن يكون له أي دور في محاولة إيقاف أو الحد من الجرائم الحوثية في الحيمة ووقف نزيف ورعب الساكنين فيها والتشهير بهذه الجرائم لصالح قضيتنا الكبرى قصية اليمن الكبير ودولته الجمهورية على كافة أراضيه. ودمتم بخير.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى