خطة السلام السعودية الاحتمالات والمآلات
د. لمياء الكندي تكتب: خطة السلام السعودية الاحتمالات والمآلات
لم تشهد جبهات القتال الجمهورية الحوثية زخم قتالي يصب في صالح الجيش الوطني كما هو عليه اليوم. لتأتي مبادرة السلام السعودية لتثير جدلاً داخلياً بين صفوف الشرعية وانصارها حول الاحتمالات والمألات التي قد تنتج عنها، رغم أن الحوثيين قد أعلنوا موقفهم برفضها مباشرة.
يكمن قلق اليمنيين الرافضين للإمامة، من المبادرة السعودية من احتمالية أن يسهم إعلان وقف إطلاق النار في وقف انتصارات القوات الحكومية وإعاقة تقدمها هذه الحيثية التي اقلقت القادة الميدانيين للقوات المقاتلة.
ولعل أكثر المسائل تطميناً في المبادرة ارتباطها بالمرجعيات الثلاث التي كانت أساس رفض الحوثيين ومحفز انقلابهم على الدولة لتبدوا تلك المبادرة وفق صيغتها الحالية كمناورة سعودية لامتصاص التوجه الأمريكي الجديد.
لقد أراد السعوديون من تبنيهم المباشر لمبادرة السلام ان يرموا بالكرة امام المجتمع الدولي إلى الحوثيين مباشرة، كخطوة لحصر موقفهم في خانة الرفض ورفع جزئية مهمة من الضغوط الأممية والأمريكية على وجه الخصوص تجاه تزعم المملكة ملف الحرب في اليمن.
هكذا تبدو المبادرة السعودية كمحاولة نجاة سعودية من دوائر الضغط الدولية اكثر منها رغبة فعليه بإنقاذ اليمن وتحقيق السلام فيها، ولعل هذه الاحتمالية هي التي دفعت الحكومة اليمنية إعلانها الموافقة المباشرة عليها.
لقد أثبتت كل المراحل التي مرت بها اليمن منذ قيام الحرب الجمهورية الحوثية في 2004 وحتى اليوم ان اي تسوية للصراع القائم لن تتم إلا بإعلان الهزيمة الكاملة للحوثيين وان اي مشروع لا يرعى انتصار وسيادة الدولة على كافة أراضيها لا يعتبر سوا فسحة استراحة لمحارب عنيد كالحوثيين وفرصة متجددة لإعادة بناء قدراته مجددا.
لذلك لابد للمملكة ومعها حكومتنا الشرعية ان تتبنى المناورة السياسية دون أن تتأثر ميدانياً بمسارات الحرب على الأرض، خاصة واننا نشهد صناعة جديدة وتحولا في الوضع العسكري على الأرض لصالح الجيش والحلفاء. هذا الواقع الذي يمكن له أن يتوج بانتصار وسلام فعلي يحمي اليمن تماما، مثلما يحمي المملكة ويؤمنها من التهديد الحوثي الإيراني على المدى البعيد.
عناوين ذات صلة: