الزبيري ضمير الأمة.. ندوة الملتقي الثقافي اليمني بذكرى استشهاده
الزبيري ضمير الأمة.. ندوة الملتقي الثقافي اليمني في ماليزيا بذكرى استشهاد أبي الأحرار
نظم الملتقى الثقافي اليمني بماليزيا ندوة فكرية أدبية بمناسبة الذكرى الـ56 لاستشهاد الشاعر والثائر محمد محمود الزبيري تحت عنوان " الزبيري: ضمير الأمة وصوت الثورة".
وحسب بيان حصل نشوان نيوز على نسخة منه، اشتملت الندوة على ثلاثة محاور، ناقش من خلالها الضيوف بدايات الحركة الوطنية في الخارج وامتدادها إلى اليوم، ودور الشهيد الزبيري في مسيرة النضال اليمني وصناعة الوعي الوطني شعرا وفكرا، بالإضافة إلى قراءة في كتاب "المنطلقات النظرية في فكر الثورة اليمنية" للشهيد الزبيري.
وفي المحور الأول، "الحركة الوطنية في الخارج .. التأريخ والامتداد"، تحدث الأستاذ الدكتور عبدالله الذيفاني، الملحق الثقافي بالسفارة اليمنية بماليزيا، عن تاريخ الحركة الوطنية اليمنية وتشكلاّتها منذ مطلع العشرينات من القرن الماضي، والتي مرّت بمراحل متعددة حتى الوصول إلى ثورة 48 ثم حركة 55 وانتهاء بثورة 26 سبتمبر 1962.
وأضاف "إن مهاجر اليمنيين في مختلف البلدان كانت محاضن لحركة الأحرار، وحيثما كان هناك يمنيون كانت هناك حركات رفض ومقاومة للكهنوت والاستبداد الإمامي الذي نكتوي بناره اليوم؛ ورغم التنوّع في تشكّل حركة الأحرار بين التجار والطلاب والمهنيين وخلفياتهم السياسية والفكرية، إلا هدفهم الوطني كان موحّداً، وهو ما نفتقد إليه اليوم."
وأشار الدكتور الذيفاني إلى أن "الشهيد الزبيري كان علامة فارقة في تاريخ الحركة الوطنية نتيجة لجهوده الفكرية والتنظيمية والسياسية والإعلامية، فقد كان متنوعاً في عطاءاته على نحو ملفتٍ للإنتباه".
واعتبر أن "هذا يدل على أنه كان يمتلك قدرات وطاقات ليست بالعادية، وهو ما يجب علينا اليوم أن نُغذّي أنفسنا وأبناءنا بكثير من تلك القيم التي ناضل الرعيل اليمني الأول من أجل هذا الوطن".
وأردف بالقول "لسنا هنا اليوم للتذكير بدور الشهيد الزبيري ولكن لكي نذكر أنفسنا بمسئولياتنا التي ألقتها علينا مسيرة الشهيد الزبيري في حياته."
من جانبه تحدث الأستاذ الدكتور عبدالحميد الحسامي في ورقته المعنونة ب" الوعي الوطني في شعر وفكر الزبيري"، عن أن الشهيد الزبيري كان " كتلة من التنوع والتخصصات والتحولات، وكان مجموعة شخصيات في شخصية واحدة، وأن هناك ارتباطا وثيقا وعلاقة عميقة بين مسيرة الزبيري الثورية وشعره".
وأضاف الدكتور الحسامي أن "من المكونات التي كونت الفكر والحس الوطني للشهيد الزبيري كانت مدرسة الشوكاني إضافة إلى تأثره بالفضاء الفكري في مصر بعد وصوله إليها."
كما أن " الشهيد الزبيري كان يمتلك اعتدادا كبيرا بشعره، وكان يقول، كنتُ أحس إحساساً أسطوريا بأنني قادر بالشعر وحده أن أقوّض ألف عام من الفساد؛ فقد كان همّه الشعب وكان دائما ينادي بالشعب وأن الحق حق الشعب، وكان مثالياً في نظرته لبناء الدولة اليمنية."
وأشار الحسامي إلى أن "الزبيري دخل باكستان مجهولاً بعد ثورة 48 واستطاع أن يتحول بإيمانه بقضيته إلى محاضر في بعض الجامعات الباكستانية، وهناك تأثر تأثراً كبيرا بمحمد إقبال".
ويتابع "كانت تلك الفترة فترة التشرّد الموحِش، قبل أن يتجه إلى مصر بعد ثورة 23 يوليو وهناك استطاع ممارسة دوره في صناعة الوعي الوطني، وهذا دليل على أن الزبيري كان يحمل الوطن في قلبه، في وعيه، في كلِمته وفي مواقفه."
وفي الورقة الثالثة، قدّم الكاتب والباحث السياسي الأستاذ محمد المقبلي قراءة لكتاب الشهيد الزبيري "المنطلقات النظرية في فكر الثورة اليمنية"، وأشار المقبلي في قراءته إلى أن هذا الكتاب "من أهم الكتب الفكرية التي أرّخت لبدايات الحركة الوطنية، وشرّحت الكهنوت الإمامي العنصري وممارساته الإرهابية، التي حوّلت اليمن إلى مقبرة مُغلقة".
وأضاف ن الكتاب "يكشف عن عبقرية سياسية للشهيد الزبيري لاسيما المنطلقات النظرية التي تمثّلت بعدد من المفاهيم؛ منها مقاومة الاستبداد، إسعاد الشعب، حكم الشعب، وحدة الشعب، ثم استقلال الشعب." وهذه المفاهيم كانت المنطلقات النظرية التي سار عليها الأحرار، وفجروا ثورة 26 سبتمبر انطلاقا منها.
وتابع "هناك قواسم مشتركة بين ما طرحه الزبيري في كتابه وبين واقعنا اليوم، لاسيما الهُوّة بين القبيلة والمدنيين، ذلك لأن العمق القبلي ظل في الماضي خارج دائرة التنوير النخبوي ما جعله خزانا للكهنوت الإمامي، وهو الشيء الذي لانزال نعاني منه اليوم حيث تحوّل العمق القبلي إلى خزّان بشري للكهنوت الإمامي وسخّره للوقوف ضد المشروع الوطني اليمني الجمهوري".
تجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة الفكرية الأدبية التي أدار محاورها الباحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية مجاهد صادق سرحان، تأتي ضمن البرنامج الثقافي الذي ينفذه الملتقى الثقافي اليمني بماليزيا تحت عنوان "على بساط الفكر .. قضايا من سبأ".
عناوين ذات صلة: