[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

رمضان وموسمية الدراما اليمنية

د. قائد غيلان يكتب حول: رمضان وموسمية الدراما اليمنية


هنالك مشكلة في عقلية منتجي المسلسلات في اليمن، تتلخص في أن ذلك لا يجوز إلا في رمضان، وفي الأخير تخرج مجموعة من المسلسلات في وقت واحد، وتلك كلها تقف في مواجهة مسلسلات عربية تضج بها القنوات، هل يدرك المنتج اليمني مدى هشاشة عظمه في تلك المواجهة؟!
الأعمال التي تطبخ في آخر شعبان، وبعضها في رمضان نفسه، هي أقرب إلى الوجبات السريعة منها إلى الفن.
ارتبط الفن اليمني منذ بداياته بالمناسبات التي تحددها السلطة، فالمسلسلات تنتج من أجل عيد الثورة، والأغاني من أجل موسم الزراعة وحملة تطعيم الأطفال، لهذا اقترن الفن بالوظيفة الإرشادية وهي وظيفة تجرّده من أهم شروطه: الإبداع والتجديد. ماذا يفعل المبدع في عمل ينتظر منه أن يلبي رغبة ولي الأمر ويحقق وظيفة توعوية.
هذه الطريقة في التعامل مع الفن أخلت الساحة من المبدعين، فالمبدع الاستثنائي لا مكان له في ساحةٍ الفنان فيها مجرد موظف أشبه بالطباخ، أو أدنى منه، فللطباخ حربة أوسع من الفنان في اليمن وأجره أعلى.
كانت الدولة ترسل المتفوقين منحا للدراسة التخصصية في الخارج، وعندما يعودون يخضعون للاختبار من قبل الجَهَلة الذين يسيطرون على المؤسسات الإعلامية، وينتهي المطاف بالمبدع أن يتخلى عن موهبته ويبحث عن عمل آخر، ويصعد الهواة والمهرجون فيأخذون مكانه ويقومون بدوره، وما التهريج الذي نشاهده اليوم إلا نتيجة من نتائج حرق المبدعين وتهميشهم. اذهب وادرس في أرقى الجامعات، وعندما تعود تخضع لعملية تهجين طويلة، تصل بك إلى أن تتخلى عن موهبتك وقناعاتك أو تحتفظ بهما وتترك الساحة كلها.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى